3666 144 055
[email protected]
في الصين، تنتشر مبادرة إصلاحية تركز على رفع مستوى الاستهلاك وحماية البيئة بشكل هادئ. إن الجهود التي تبذلها الحكومة المركزية في تعزيز سياسات تجارة السلع الاستهلاكية غير مسبوقة. ولا يعد هذا تعديلا للاستراتيجية الاقتصادية فحسب، بل هو أيضا اعتراف عميق بالتقدم التكنولوجي ومفهوم الحياة الخضراء.
اقترح مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي في ديسمبر من العام الماضي تعزيز تحديثات المعدات على نطاق واسع واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بالجديدة. في 23 فبراير من هذا العام، أكد اجتماع الجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية مرة أخرى على تنفيذ جولة جديدة من تحديثات المعدات على نطاق واسع واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بالجديدة، ومن الضروري تعزيز التطوير التكنولوجي في جميع أنواع المنشآت الصناعية والخدمية، بالتزامن مع تشجيع استبدال السيارات والأجهزة المنزلية وغيرها من السلع المعمرة. مع مراجعة “ خطة عمل لتحسين المعايير التي تنظم تحديث المعدات واستبدال السلع الاستهلاكية القديمة بالجديدة” والموافقة عليها في الأول من مارس، أصبحت ملامح هذه الجولة من سياسة التجديد أكثر وضوحًا، وأُعطت معنى تاريخيًا أكثر أهمية.
على أساس الاحترام الكامل لرغبات المستهلكين، سيتم تشجيع الاستبدال بسيارات “أكثر توفيرا للطاقة” وزيادة نسبة مبيعات مركبات الطاقة الجديدة والسيارات الموفرة للطاقة تدريجيا؛ دفع استبدال الأجهزة المنزلية بـ”الذكاء”، لتعزيز استهلاك الأجهزة المنزلية في اتجاه الذكاء والخضرة والتنمية المنخفضة الكربونية؛ تعزيز “تجديد” ديكور المنزل والمطبخ والحمام، ودعم المزيد من المنازل القائمة والمنازل المستعملة لتنفيذ ديكورات المنازل القديمة والتجديد الجزئي. هذه المرة، ستزيد أيضا من دعم السياسات المالية والضريبية وغيرها، والحفاظ على التنسيق بين الحكومة المركزية والحكومات المحلية، ودعم جميع الجوانب في سلسلة الإمداد بشكل شامل، لتعود بالفائدة على المستهلكين بشكل أكبر.
حاليا، تحول التركيز الأساسي لسوق الاستهلاك الصينية من “متوفر أم لا” إلى “ما مدي الجودة”. ومع النمو الاقتصادي وزيادة الدخل المتاح، أصبح رفع مستوى السلع الاستهلاكية رغبة متأصلة لدى معظم المستهلكين. إن “استبدال القديم بالجديد” لا يمكن أن يعزز بشكل فعال ازدهار السوق الاستهلاكية ويحفز نمو الاستثمار في الصناعات ذات الصلة فحسب، بل يمكنه أيضا تسريع تصفية القدرة الإنتاجية المتخلفة ودفع الصناعات ذات الصلة في الصين نحو مستوى أعلى. علاوة على ذلك، فإن هذا القرار يتماشى أيضا مع المتطلبات الإستراتيجية للتنمية الخضراء. ومن خلال تقليل استهلاك الطاقة والتلوث البيئي، فإنه يساعد على تحقيق التحول الأخضر للتنمية الاقتصادية في الصين. مع تحرير القدرة السوقية، كما يمكن أن يؤدي إطلاق إمكانات السوق إلى تعزيز نمو العمالة وزيادة مستويات دخل الناس، وتحسين نوعية حياة الناس وسعادتهم بشكل كبير من خلال تعميم المعدات والسلع الاستهلاكية الجديدة.
وفي نهاية عام 2023، بلغ عدد السيارات المدنية في الصين إلى 336 مليون سيارة، وتجاوزت الكمية المملوكة من الأجهزة المنزلية الرئيسية مثل الثلاجات والغسالات ومكيفات الهواء 3 مليارات وحدة. يمكن لتحديث واستبدال السيارات والأجهزة المنزلية أن يخلق مساحة سوقية بقيمة تريليون دولار. هذه الفرصة لا توجه فقط للشركات المحلية ولكن أيضا للمؤسسات الإنتاجية والتصنيعية الدولية.
يُقام حاليا معرض الصين الدولي الرابع للمنتجات الاستهلاكية في هاينان، ويُركز على تجديد السلع الاستقلالية، والمنازل الذكية، والثقافة والرياضة كنقاط نمو استهلاكية جديدة. ويوفر المعرض منصة لعرض وتبادل لسياسة “استبدال القديم بالجديد”، مما يتيح للمصنعين المحليين والدوليين فرصة لعرض أحدث تقنياتهم ومنتجاتهم. هذا لا يساعد فقط في تعزيز وعي واهتمام المستهلكين بالمنتجات العالية الجودة، بل يوفر فرصا للتبادل والتعاون بين الشركات المحلية والدولية.
إن سياسة استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بالجديدة في الصين لا تلبي احتياجات التكيف الهيكلي الاقتصادي المحلي فحسب، بل توفر أيضا فرصا جديدة للتعاون الاقتصادي العالمي. ووفقا لأحدث البيانات الصادرة، تجاوز حجم واردات وصادرات تجارة السلع الصينية في الربع الأول 10 تريليون يوان لأول مرة في التاريخ خلال نفس الفترة، وسجل معدل نمو الواردات والصادرات مستوى مرتفعا جديدا في ستة الأرباع، مما يسلط الضوء على الإمكانات الهائلة للسوق الصينية. ويمكن للشركات الدولية الاستفادة من هذه السياسة لتوسيع حصتها في السوق في الصين، وفي الوقت نفسه المشاركة في عملية تحديث وتجديد السوق الصينية من خلال تصدير التقنيات والمنتجات.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734