3666 144 055
[email protected]
ليس اسهل من التعبير عن حب الوطن بالكلام ، او التعبير بالايماءات ، او الاشارات ، لكن عندما نطبق هذا الحب في يوم الوطن ، في عرس الوطن ، في ملحمة المحبه والوفاء ، تتغير الصورة تماما امام اعيننا ، حيث تكتظ الشوارع ، وتملأ الفوضى كل مكان ، وكأن اليوم هو يوم استعراض الجهل والتخلف لبعض اللذين عقدوا النيه على فعل ماهو مزعج في يومنا الذي من المفترض ان يكون جميلا بكل مافيه ، لايسعني القول لاكثر من اننا بحاجة الى اعادة نظر في طريقة تعبيرنا عن الحب ( بكل انواعه ) ومحاولة الابتعاد عن اللوم الكثير للمتغيرات الجديدة التي خلطت بعض المفاهيم لدى البعض في الابجديات التي من المفترض ان تكون ذات مفاهيم واضحه ومحدده في مدى عمق المواطنه لدينا ، وليس معنى ذلك ان كل مانشاهده من خارج الحدود في التعبير والاحتفال والمشاركه انه يناسبنا في يومنا المميز ، ان هذه المتغيرات ليست عذرا قويا لما يقوم به بعضنا في هذا اليوم بالذات ، حيث الانتماء الحقيقي يكون للوطن فقط دون العشيره او القبيله او العائله ، ان الوطن والمواطنه وجهان لملحمة واحده ( عشق الوطن ) وليس هناك تفسير اخر لهذه الملحمة سوى احترامها بكل مافيها من تاريخ مشرف جاز لنا الافتخار به ، والاحتفال به على اجمل صورة .
وعندما يتحقق مفهوم المواطنه الحقيقيه ، كالتعبير بحب ، بذوق ، بهدوء ، فان قوة هذا التعبير ستخلق حصانة قوية امام كل من يحاول ان يعكر علينا فرحة هذا اليوم بالذات ، ولو ان الجميع يتفق على طريقة معينة ، ووقت معين ، ولحظات معينة للاحتفال لكان ذلك ادعى واجمل بكثير من الفوضى التي نفاجأ بها في كل مكان ، ولكن التعميم هنا لايجوز ، حيث هناك اباء وجدوا ان الخروج باطفالهم في الصباح ، وبعائلاتهم للغداء مثلا كان اجدى بكثير من الاوقات المتأخره التي لاتناسب الاطفال بالذات في اغلب الاوقات ، فكيف بهذا اليوم ان جاز التعبير، وكذلك بعض الامهات اللواتي خرجن باطفالهن في وقت مبكر وعدن الى البيوت قبل الازدحامات ، واحتفلن بطريقة جعلت هذا اليوم مميزا لهن ولاطفالهن دون التعرض لاية مشاكل في السير ، او في المحلات ، وكذلك رجال الامن الذين سارعوا بالتواجد في كل مكان , وشباب الوطن الواعي الذي جعل على عاتقه ان يكون حبهم للوطن في يومه ليس ككل الايام ، لكل هؤلاء الشكر الجزيل ، والامتنان ، والاعتراف بموقفهم الجميل ، لان مساهمتهم هذه قد ساعدت في الكثير من اجل ان يكون يوم الوطن كــملحمة حب لاتنتهي بانتهاء اليوم ، بل هي مستمرة على مدى الايام نقرأها في عيون الاطفال والشيوخ والنساء كلما جادت قريحتنا وتغنت بذكرى هذا اليوم الغالي علينا جميعا .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734