3666 144 055
[email protected]
باحث أكاديمي في الموارد البشرية ومبادرات توطين الوظائف – لندن
ABDULLAH_0026@
مبادرة جميلة وممتازة لوضع أسس صحيحة لبرنامج الإبتعاث الخارجي وسد إحتياجات سوق العمل عن طريق البعثة المنتهية بالتوظيف المباشر: فالطالب عندما يخرج على أساس “وظيفتك قبل بعثتك” سوف لن يحمل همآ للوظيفة اللتي طالما عطلته عن دراسته وتحصيله العلمي.
“ولكن” لايبدوا لي شخصيا أن هذه المبادرة مصممة ومدروسة دراسة تواكب وتهدف إلى سد إحتياجات سوق العمل واللتي كانت سببا مباشرآ في فشل كثير من المبادرات السابقة لتوطين الوظائف: لن أتحدث عن ماهي أهم التخصصات اللتي يحتاجها سوق العمل لأنها تحتاج مقالات عدة ورأي خبراء أعلم مني بهذا ولكني سآناقش جزئية معينة أو جانب واحد مهم من هذه الإستراتيجية «وظيفتك – وبعثتك»: تحديدآ سوف يكون تركيزي علي قطاع الطيران وماتم توقيعه من إبتعاث 3000 طيار كخطة خمسية لمواكبة الخطة التوسعية للخطوط السعودية:
في الحقيقة وعند أستعرض الوظائف المتاحة حاليا في الخطوط السعودية والمتوقع إتاحتها خلال خطة التوسع القادمة نكتشف:
أولا: عدد طياري الخطوط السعودية الحاليين تقريبا 1650 يشكل السعوديين منهم نسبة فوق 87% بناء على ماصرح به نائب المدير العام التنفيذي قبل حوالي العام في “العربية تت” وتأكيدة تحديدا أن نسبة سعودة مساعدي الطيارين بلغت97%.
ثانيآ: أسطول الخطوط الجوية الحالي هو حوالي 120 طائرة والخطة التوسعية ستدعم الأسطول بحوالي 80 طائرة ليزيد العدد إلى 200 طائرة مما يعني أن نسبة التوسع ستبلغ 80% تقريبا مقارنة بالعدد الحالي، فبحسبة بسيطة: الأسطول بحاجة لإستقطاب عدد لتغطية هذه الخطة التوسعية وهنا يأتي التساؤل عن عدد الطيارين المطلوبين للتغطية. لنفترض أننا بحاجة إلى ضعف العدد الحالي (وهو شي صعب بناء على الظروف الحالية والمتوقعة) مما يعني أننا بحاجة الى 1650 طيار ومساعد بالإضافة إلى نسبة حوالي 13% لسعودة العدد الحالي فإن العدد لن يصل الى 2000 طيار ومساعد بناء على أفضل سيناريوا توقعي.
الخطوط الإماراتية على سبيل المثال بإسطولها الذي يتجاوز 230 طائرة ووجهاتها اللتي تتجاوز 140 وجهة في ستة قارات حول العالم. عدد طياريها ومساعديهم حاليآ حوالي 3700 بناء على أحد المواقع المتخصصة.
زيادة على ماتم ذكرة آنفا وبناء على مايتم تداوله من تكدس عدد كبير من مساعدي الطيارين المستحقين للترقيات في الخطوط السعودية بالإضافة الى الإبتعاث الحالي وماترسله الخطوط سنويا ( حوالي٦٠ طالبا) لدراسة الطيران وآخرا وليس أخيرا: العدد الكبير للطلاب الدارسين على حسابهم الخاص والذين أتموا الشروط جميعها ولم يتم توظيفهم زيادة على العدد المتوقع تخرجهم قريبآ.
فالسؤال يبقى دون إجابة: بناء على أية معايير تم تحديد هذا الإحتياج ؟ “يجب تدارك أخطاء المراحل السابقة بعيدا عن المبالغة والإستراتيجيات الغير مدروسة دراسة كافية”.
وبالنهاية: رأيي الشخصي المتواضع بما أن هذه الإستراتيجية الضخمة هدفها حل مشكلة من أكبر المشاكل اللتي تواجة الإقتصاد السعودي. لذلك يجب أن يتم دراستها دراسة جيدة وبمشاركة أكثر من جهة معنية من ضمنها مصلحة الإحصائات العامة والمعلومات ووزارات العمل والتخطيط والمالية بالإضافة الى ممثلي القطاع الخاص وجميع من له علاقة تكاملية وبعدها يتم طرح مسودة مشتركة عن الإحتياج العام لسوق العمل المستقبلي وتحديد الأولويات ليتم بعدها التعديل على هذه المسودة بناء على رأي الخبراء والمختصين ومن ثم وضع إستراتيجية واضحة للتطبيق تضمن نجاح مثل هذه المبادرات لأن لا تكون إهدارا للمال العام وإستمرارا لأخطاء الماضي ولكن بثوب جديد.
العثمان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734