3666 144 055
[email protected]
كبير مهندسي حقول النفط والغاز
لا يخفى على أحد نعمة النفط التي منّ الله بها على البشرية أجمعين فغيرت ملامح العالم ودفعت به نحو الحضارة والمدنية وكل ماحولنا من تطور صناعي وبشري يشهد بذلك.
ونعمة النفط كغيرها من النعم تدوم بالشكر مصداقاً لقوله تعالى “ولئن شكرتم لأزيدنكم”، ونحن كمواطنين مطالبون بشكر هذه النعمة بترشيد استهلاكنا لها. فاسرافنا في استخدام الكهرباء يزيد من الاستهلاك المحلي للنفط والذي وصل لقرابة ٤.٢ مليون برميل يومياً، أضف إلى ذلك ضرورة ترشيدنا لاستهلاك المياه المحلاة التي تستهلك قرابة ١.٥ مليون برميل بشكل يومي.
وبحسب مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة فإن إجمالي الطلب على الوقود الخام لإنتاج الطاقة الكهربائية والصناعية والنقل وتحلية المياه سيرتفع إلى معدل ٨.٣ مليون برميل يومياً بحلول ٢٠٢٨م.
هناك لجنة عليا تعمل على إحلال الطاقة النووية والبديلة وتهدف للاستغناء عن النفط في توليد الطاقة الكهربائية وتحلية مياه البحر مما سيوفر ٥.٧ مليون برميل نفط يومياً بحلول عام ٢٠٤٠م، وهذه خطوة نوعية وإيجابية بل مطلب ملح للحفاظ على ثروتنا النفطية.
يجب علينا أن نستشعر مسؤوليتنا الاجتماعية للحفاظ على هذه الثروة الناضبة لينعم بها من يخلفنا من أجيال. فالنفط ناضب لا محالة ولآبار النفط شهادة ميلاد وشهادة وفاة، وبين ميلاد البئر ووفاته الكثير من الوعكات المكلفة مادياً للحفاظ على صحة البئر الإنتاجية.
لو كانت آبار النفط كبئر هدّاج لاختلفت المعادلة ولقلّ الخوف والقلق وتخافتت الأصوات من نضوب النفط وتبعاته عالمياً، وبئر هدّاج أو هدّاج تيماء من أهم معالم مدينة تيماء الأثرية الشهيرة في المملكة العربية السعودية وتعتبر أقدم بئر مائي في الجزيرة العربية وأغزرها وأعمقها، إذ قدر المتخصصون بأنها تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وينسب البعض حفر هذه البئر للملك البابلي “نابونيد”، ومازالت هذه البئر تسقي العباد والبلاد ماء زلالاً.
ختاماً الحفاظ على الثروات الوطنية كالنفط من النضوب لا يتحقق إلا بالتكاتف الشعبي والحكومي، والحكومة تسعى بدأب لهذا الهدف وبكل قوة، وعلينا كشعب وفيّ تحمل هذه المسؤولية ونشر ثقافة الترشيد في استخدام الكهرباء والمياه وجميع أنواع الطاقة وفاء للوطن وللأجيال القادمة وهذا أقل مايمكن تقديمه.
النمري
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734