3666 144 055
[email protected]
رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي
ahmad_khatib@
ما زلت أتلقى ردودا وأسئلة حول المقال الذي كتبته نهاية العام الماضي بعنوان ” 2016 اخر فرصة للاستثمار”. رابط المقال ( هنا ) فمعظم التساؤلات التي تردني تتمحور حول موعد ارتفاعات الأسواق هذا العام مع أنني لم أتطرق في مقالي الى ارتفاعات بل على العكس تماما توقعت أن نشهد انخفاضات حادة في أسواق كثيرة مما يجع الفرص الاستثمارية موجودة لمن يود اقتناصها.
أعود مرة أخرى للكتابة عن الموضوع من جديد بعد أن شهدنا هبوطا حادا في كافة أسواق الأسهم العالمية والعربية. يطلق البعض على انخفاضات مثل التي نشهدها وصف “الخصومات” بمعنى التخفيضات حيث تتوفر الكثير من الأسهم بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، فيعتبر من يشتري السهم وكأنه حصل على خصما في السعر. بالتأكيد تحديد القيمة وما اذا كانت فعلا مجدية أو مناسبة هي مهمة المستثمر نفسه وليست معادلة رياضية تنطبق على الجميع.
في أول أسبوعين من 2016 تسارعت التطورات الاقتصادية وحتى السياسية بشكل كبير جدا، مما ضغط على الأسواق المالية في شتى أنحاء العالم. الأساسيات ما زالت ثابتة وهي الصين والنفط تليها العوامل الأخرى التي لا تقل عنها أهمية. من جهة أخرى تسارع ايضا الهلع بشكل مخيف ومقلق. بدأت تصرفات بعض المؤسسات الكبرى أو حتى تصريحاتها تظهر من السلبية والتوقعات السيئة أكثر بكثير مما يحتمله الوضع الحالي. قد يكون لقصر الفترة الزمنية منذ 2008 والاحداث المؤلمة حينها دور في القلق المبكر وقد تكون هناك أهداف أخرى لا نعرفها الان ولكن ممكن لها أن تُكشف في المستقبل.
اذا كنت قلت قبل عدة أسابيع أنه في عام 2016 ستتوفر الفرص الاستثمارية لمن يبحث عن الاستثمار الطويل الأجل، فإنني بعد أحداث الأسابيع الأولى من العام أؤكد على ذلك بل أزيد أن الفرص المتاحة لن يكون صعبا تحديدها ولن تكون عمليات التقييم معقدة كما في السابق. هذا لا يعني أن الفرص ستأتي لوحدها لعند المستثمر. هو عليه أن يبحث عليها سواء في أسواق الاسهم أو اي أسواق أخرى، لكن المعطيات المتوفرة حاليا والضغوط التي تتعرض لها قطاعات كثيرة تعطي المستثمر مجالا أكبر لتقييم الوضع الحالي للشركات وأصولها وهي تحت الضغط والنظرة المستقبلية مع توقع تغير المعطيات الاقتصادية العالمية.
نشهد مؤخرا حراكا اقتصاديا غير عادي في دول المنطقة نحو تحولات اقتصادية وإعادة هيكلة كبيرة وخصوصا في السعودية. كما أننا نشهد تحولا اقتصاديا في الصين من حيث الاعتماد على الاستهلاك أكثر من التصدير. أمريكا وأوروبا ليس من الصعوبة وضع تصورات للاقتصاد فيهما خلال السنوات القادمة. ماذا يعني كل ذلك؟ هذا يعني أن وضع تصور اقتصادي لفترة عدة سنوات قادمة أصبح أسهل من السابق. مثال: عندما كان سعر برميل النفط ٧٠$، أي نظرة اقتصادية استثمارية ستحسب حسابا لمخاطر هبوطه مع صعوبة تحديد مدى هبوطه ومستوى القاع. الان والنفط عند مستوى 26 دولارا للبرميل، النظرة المستقبلية أسهل للمستثمر. هي اسهل للمستثمر وليست أسهل لمن يثير الهلع ويسير خلفه.
عندما نقول أننا لا نتوقع أزمة وانهيارات، لا نقول أن الوضع الاقتصادي ممتاز. التحديات كبيرة جدا والمطلوب لتجاوزها ليس سهلا على كل المستويات في كل أنحاء العالم. الاستثمار واتخاذ القرار يعتمد على النظرة المستقبلية وليس على الوضع الحالي. استغلال الفرص يعني الترقب والبحث المستمر ومن ثم اتخاذ القرار بالمخاطرة.
أخيرا…من قال أن الاستثمار يجب ان يكون فقط عندما تكون الأوضاع الاقتصادية ممتازة؟
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734