3666 144 055
[email protected]
وكنت أرغب في وضع رؤوس أقلام لبعض هذه السياسات المقترحة لولا ضيق المساحة المتاحة والرغبة في الحديث في العموميات التي يمكن أن تتعرض لكلٍ في وزارته ومصلحته للتفصيل الذي أرى أنه لن يكون صعبا لوضوح البدائل وشمول منفعتها، وأرى أن خلق مثل هذه البيئة من التنظيمات هو ضرورة ملحة تستلزمها الإدارة الذكية للفترة الحالية ولا بأس بالاستعانة من قبل مسؤولي الدولة من الجهة المتوقع استفادتها من هذا الطرح الذكي، والذي أجزم أنه سيكون فاتحة لمرحلة رضا مشترك تعم الجميع وفوائد أكيدة ستؤتي خراجها دون عناء أو تبعات إذ أنها من الوطن وإلى الوطن.
وأشد على يد أصحاب القرار في هذه الفترة -وفقهم الله- بأن يستعجلوا مثل هذه الخطوة على أساس سياسة طويلة المدى حتى تخلق حالة من الارتياح النفسي والإجرائي، في الساحة الوطنية مهما تطاولت فترة نقص أسعار البترول، حيث إن آخر التقارير التي اطلعت عليها، فيما يخص هذه الأزمة العالمية تشير إلى احتمالية أن تستمر أسعار النفط في «طأطأة» لسنة أو اثنتين أو أكثر مع احتمالية تحسن طفيف في أواخر هذا العام الميلادي 2016م، والتحسن في جميع الأحوال -في نظرنا ونظر الكثيرين من المتابعين لهذا الشأن- سيبدأ في بث نتائجه الإيجابية. ومن الفائدة التي أود التأكيد عليها في هذا الطرح -لخلق سياسات تسهيلية إدارية وتنظيمية مواكبة لتواضع سعر البترول- هي إمكانية استمرار بعض هذه التسهيلات المقترحة حتى بعد تعافي الأسعار وخصوصا فيما يخص بعض التنظيمات المكبلة والتي لم تتم مراجعتها منذ عدة عقود، والأمثلة على هذا أكثر من أن تحصى أو تعد، فعلى سبيل المثال وفيما يخص رجال الأعمال أرى ضرورة خلق بيئة إجرائية جديدة تخلق لهم نوعا من التكافؤ المصلحي، وأنا أكرر ذكري لهم وحرصي على جانبهم ليس لأنني واحد منهم ولكن لأن آلة العقل وجدية المنطق توضح بلا أدنى شك أن عوامل التنمية الوطنية ومعظم ما يخص مفاصل الوطن هو من نتاج مشاريع وخدمات بأيديهم مما يتطلب النظر لتحقيق معادلة الرضا بين الوزارات وبينهم بعين الاهتمام والرضا المشترك، وهي البيئة المثالية التي يجب أن تكون صانع الإنجاز الوطني. أما فيما يلامس مصلحة المواطن فإني أشد على أيدي كل من يقوم على خدمته بأن يجنح للأسهل والأنفع له؛ لأن جل تنظيمات الدولة فيها فسحة بيد صاحب القرار، أما الجنوح للتشدد في كل شيء وخصوصا في هذه الفترة فهو بلا أدنى شك أمر نود أن ننأى عنه جميعا فمن حسن التدبير تمني الأفضل، وفي نفس الوقت الاستعداد من أجل الوطن يتطلب ملء الكنائن في كل شيء وليكن ذلك ليس فقط على مستوى المال بل في تدبير النفس البشرية على اتساعه لنبقى أقوياء ولا تزيدنا الخطوب إلا شدة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
نقلا عن اليوم
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734