الفشل ينتشر في كثير من الإدارات الحكومية والخاصة؛ لأسباب قد تغيب عن البعض، وفي الغالب يتوجه اللوم إلى الموظف الضعيف، الذي أكبر همه أن يتسلم مرتبه نهاية الشهر بدون أي خصومات، وأن يفلت بجلده من ذاك المدير سليط اللسان، عديم الإحساس، ضعيف الأداء، هذا الموظف الذي غلب على أمره -ومثله الكثير- يعاني من الإدارة السيئة، أو بمعنىً أصح: “المدير الفاشل”، الذي يحمّل أخطاءه لمن هم أقل منه في المستوى الإداري. إن كنت من هذا النوع من المديرين -وفي الغالب إنك منهم بطريقة أو أخرى، أو إذا كنت تريد أن تصبح مديرًا ناجحًا في يوم من الأيام- عليك أن تقرأ الخصائص التالية، والتي لابد أن تتوفر في المدير الناجح، وحاول قدر الإمكان أن تمتلكها وتستخدمها؛ لكي تكون سببًا لنجاحك، وسببًا أيضًا لنجاح الموظفين الذين يعملون تحت إدارتك، بإذن الله.
الأخلاق: قبل كل شيء، لابد أن يكون المدير ذا أخلاق رفيعة وصفات حسنة؛ لأنه سوف يكون مصدر تأثير على من يعمل معه، والمقصود بالأخلاق هنا: هي أخلاق المسلم، مثل: العدل، الصبر، الصدق، التوكل، التواضع، التعاون، والأمانة.
الشفافية: يجب أن يصبح المدير واضحًا مع الجميع، وأن تكون قراراته وأوامره سهلة الفهم، وألا يُخفي على الموظفين ما كان يجب أن يكون معلومًا لديهم؛ لأن الغموض قد يكون مصدرًا للإخفاق وعدم الرضا عند الموظفين؛ وذلك قد يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الأداء.
التواصل: على المدير قبل أن يكون متحدثًا جيدًا، عليه أن يكون مستمعًا جيدًا أيضًا؛ لذلك عليه الاستماع والتحدث إلى الموظفين بشكل دائم؛ لخلق بيئة مشجعة للعمل، وخالية من الحواجز بين المدير والموظفين.
التحفيز: إن المدير غالبًا ما يكون المصدر الأساسي والمحفز للموظفين، حيث إن كلمة جارحة للموظف قد تكون سببًا في تدهور الأداء، والعكس صحيح متى ما تمكن المدير من استعمال التحفيز بالطريقة الصحيحة متى ما ارتفع الأداء. إن نتائج التحفيز تكون واضحة الأثر، حيث إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يحفز الصحابة، وخير مثال: حينما لقب خالد بن الوليد بـ “سيف الله المسلول”؛ تحفيزًا ودعمًا له ولقدراته العسكرية.
الحرية: لكي يبدع الموظف، على المدير أن يعطيه بعضًا من الحرية؛ لكي يتمكن من الإبداع وإيجاد طرق جديدة ومبتكرة؛ للوصول إلى النتائج المرجوة. إن بعض المديرين –للأسف- يضع الأهداف وطرق الوصول إلى هذه الأهداف، والتي قد تكون سيئة، وإلزام الموظفين باتباعها ومعاقبتهم إذا لم يقوموا بذلك.
المشاركة: على المدير مشاركة الجميع ومشاورتهم في وضع الأهداف والطرق المتبعة للوصول لها؛ لأن ذلك يجعل الموظفين يشعرون بأهمية الأهداف، وكيف لا؟! وهم من وضعوها، وتظهر أهمية التشاور في قوله تعالى: {وأمرهم شورى بينهم}.
التدريب: لابد أن يكون المدير مدرِّبًا أيضًا لمن يعمل لديه، ويوجههم متى ما ظهرت الحاجة إلى ذلك؛ لأنهم بذلك سوف يتعلمون ويتطورون، وهذا ينعكس انعكاسًا إيجابيًا على أدائهم.
العمل: يجب على المدير ألا يصدر الأوامر للموظفين فقط، بل يجب عليه أن يعمل معهم ويساعدهم، ويكون عونًا لهم؛ لأنه بذلك يكون قد أدى عمله على أكمل وجه، كما أوصى الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه).
التفويض: إن المدير يملك جميع الصلاحيات، ولكنه لا يعطي أحدًا من هذه الصلاحيات؛ خوفًا من أن يخسر السلطة، أو خوفًا من انعدام الثقة، أو كلاهما معًا. إن التفويض مفيد للمدير والموظفين؛ لأنه سوف يمنح للمدير وقتًا إضافيًا يمكن الاستفادة منه في أشياء أخرى ذات أهمية أكبر، ويعطي للموظفين الثقة بالنفس؛ لأن المدير قد منحهم بعضًا من السلطة، وذلك يدل على أنه يثق في عملهم وقدراتهم على الإنجاز والعمل.
الشجاعة: على المدير أن يتحلى بصفة الشجاعة والقوة بحماية الموظفين والوقوف إلى جانبهم متى ما استدعت الحاجة، ولا يسمح لأحد إطلاقًا بالتعدي عليهم بالقول أو الفعل، وأن يتحمل الأخطاء ويعترف بها ليكون خير مثال للموظفين.
التقييم: البعض من المديرين يجعل من التقييم فرصةً له للانتقام من الموظفين، بإعطائهم تقييمات سيئة، وحرمانهم من الترقية أو العلاوة. إن التقييم في الحقيقة فرصة للمدير للتقرب إلى الموظفين، وخلق جو من التنافسية فيما بينهم؛ لأنه سوف يشرح لهم بعض الأخطاء التي وقعوا فيها، بالإضافة إلى الطرق التي تمكنهم من أن يطوروا أنفسهم من خلالها، مثل أن يوفر لهم دورات تدريبية لمكامن الضعف لديهم.
التقدير: على المدير أن يعطي كل ذي حق حقه، والمقصود هنا أنه عليه أن يمنح التقدير لمن يستحقه، وأن يشكر من يعمل، وأن يمنح الإنجاز لمن أنجزه، ولا يسلبه حقه بوصف الإنجاز لنفسه.
يتحمل المدير مسؤولية كبيرة؛ لأنه المسؤول الأول عن الموظفين؛ لذلك عليه أن يتحلى بالصفات السابقة، بالإضافة إلى الكفاءة العلمية والخبرة العملية، وأيضًا القدرة على: التخطيط، اتخاذ القرارات، التنظيم، القيادة، والرقابة. متى ما توفرت هذا الصفات والخصائص؛ فإن المدير سوف يرتقي بالموظفين ويرتقي معهم إلى الأفضل، ويضمن النجاح المستمر، وفي حينها يستحق أن يطلق عليه لقب “المدير الناجح”.