ميزانية 2017 .. اعتماد اقل على النفط ووقاية من تقلبات الأسعار

مستشار في الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا 
@drfaisalmrza

هذه اول ميزانية يتم الإعلان عنها عقب إطلاق رؤية المملكة 2030، ولعل ميزانية 2017 ستكون اول ميزانية برامج، لا تنحصر  في عام 2017 فقط بل تمتد لسنوات قادمة لتستوعب التغييرات التي سيحدثها برنامج التحول الوطني 2020.

وبما ان الهدف هو تخفيض الاعتماد على النفط ووقاية الموازنة من تغيرات اسعار النفط، فإن موازنة 2017 أخذت في الحسبان التحفظ الشديد في أسعار النفط عند 55 في 2017 تصاعدي إلى 65 حتى مع ما نراه من أساسيات أسواق النفط والاتجاه التصاعدي للأسعار. 

ولعلي انوه هنا انه اثناء اجتماع سمو ولي ولي العهد سمو الامير محمد بن سلمان بثلة مباركة من كوادر الاعلام والإقتصاد، قام سموه بشرح أهم بنود ميزانية 2017 اول ميزانية يتم الإعلان عنها عقب إطلاق رؤية المملكة 2030، حيث ان ميزانية 2017 ستكون اول ميزانية لا تنحصر في عام 2017 فقط بل تمتد لسنوات قادمة لكي تستوعب التغييرات التي سيحدثها برنامج التحول الوطني 2020، سيتم عند كل ميزانية دراسة الأداء ومن ثم إعادة تقييم الخمس سنوات القادمة. 

قدم سموه تطلعات هذه الميزانية الطموحة بشفافية متناهية وأجاب على تساؤلاتتنا بكل رحابة صدر وباجابات شافية ووافية وبوضوح يجلي الموقف اليوم ويصف المحطات الآمنة غدا ويبرز ما تحقق من خطوات في تنفيذ أساسيات التحول الوطني 2020 ورؤيتنا 2030 وانها حل اقتصادي آمن وجزيرة استقرار سياسي يضمن اكبر قدر من النمو والرقي والتقدم للواطن والمواطن.

وكما أشرنا في مقال سابق، أن أسعار النفط متجهة بإذن الله إلى اتجاه تصاعدي ولن ترجع دون حاجز ال 50 دولارا، وقد أخذت التدابير باعتماد حدود لمستويات أسعار نفط متحفظة جدا في ميزانية 2017 حيث تم وضع سقف 55 دولارا كسيناريو أساسي بمتوسط اسعار عام 2017 يرتفع تدريجيا إلى 65 دولار في عام 2020، حيث وضع هذا التقدير للميزانية بكل تحفظ وبدون مجازفة لتقلبات اسعار حادة قد تؤثر سلبا على كفاءة  الميزانية، وتخفيض الاعتماد على النفط ووقاية الموازنة من تغيرات اسعار النفط، وبذلك اخذت الميزانية في الحسبان الاستدامة حتى مع تقلبات أسعار نفط حادة لا قدر الله، وهذا تحوط ذكي سيأمن لكل اطراف العمل بيئة آمنة لابتكار انجع الأساليب وتطبيق افضل النظريات بعيدا عن أي ارباك قد تحدثه اسعار النفط مستقبلا. 

قدمت الميزانية لنا في اطار يربط المقدمات بالنتائج ويهتم بأدق التفاصيل، التي جاء من ابرزها اتخاذ كل مايلزم لتجنب العواقب السلبية في حالة التقلب الحاد في أسعار النفط، وهذا ما جعل كل الكوكبة الحاضرة تعبر باطمئنان على ان بلادنا ومستقبلنا اجيالنا فيها تسير من قبل فرق عمل محترفة وتسير بنا نحو بناء دولة عظيمة تجتاز بعظمتها افق الحذر من كل اقاويل المرجفين وتشكيكهم، وننتظر مستقبلا يذيب كل ثلوج الشك والخوف عن مكانة المملكة كقوة معتبرة لها وزنها المحلي الدولي والإقليمي.

ادركنا من خلال هذا الطرح المدروس بعناية مايتم تنفيذه من خطوات يراعى فيها افضل الخيارات بعد دراسة مستفيضة لكل العوامل، بعد رصد العوائق ودراسة البدائل وبناء افضل الشراكات.

ادركنا من خلال مادار من حديث تجاوز بعمقه كل الشكليات والبروتوكولات، اننا على عتبة مرحلة تطور عظيم ونقلة بإذن الله غير مسبوقة لابد لها من عمل يتكامل فيه الجميع ويسهم فيه كل مواطن بل وكل مقيم بدوره حتى يكون جزءا من النجاح وصاحب دور يستشعر من خلاله أهميته في تحقيق هذه الرؤية المباركة.