الجمعة, 26 أبريل 2024

تشانغ جين .. المرأة التي بنت بكين

ماهي قصة عاملة المصنع التي تحولت الى مليارديرة؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

نشأت المليارديرة العصامية تشانغ جين، الرئيسة التنفيذية لشركة «سوهو» أكبر شركات التطوير العقاري في بكين وشنغهاي، في العاصمة الصينية خلال فترة الثورة الثقافية، وكانت عاملة في مصنع اقصي طموحها أن تصبح “فلاحة”، تمتلك قطعة صغيرة من الأرض لفلاحتها، وقد كانت وظيفة مجيدة في نظر النظام الشيوعي لزعيم الصين ماو تسي تونغ.

وتتربع تشانغ جين وزوجها بان شي حاليا على عرش من الثروة تقدر قيمتها بـ3.3 مليار دولار، ويتردد اسمها بانتظام ضمن قائمة أبرز سيدات الاعمال في العالم، وشركتها «سوهو» التي يعود لها الفضل في تلوين العاصمة الصينية بكين، على الرغم من أن تشانغ جين بدأت حياتها من لون واحد.

فقد تزامنت نشأة تشانغ جين في ستينات القرن الماضي، في ظل سيطرة اللون الرمادي على كل شيئ، فقد اكتست المنازل باللون الرمادي في اتحاد مع الطبيعة، التي لم تستثني حتي زي الرئيس ماو، لم يكن هنالك متاجر كبيرة ومطاعم في تلك الفترة، وتقول جين أن طفولتها كان شاقة كئيبة، حيث ارسلت للريف مع والدتها للعمل، فيما بقي والدها وشقيقها في بكين.

اقرأ المزيد

وعلى النقيض من هذه الخلفية فالعاصمة الحديثة في الصين والتي تعرف حاليا بعالم من ناطحات السحاب، والأضواء والالون، ويرجع ذلك جزئيا إلى سوهو الصين، وهي شركة تأسست في عام 1995 ، تمثل تشانغ جين الرئيس التنفيذي، ويطلق عليها اسم “المرأة التي بنت بكين”، وتشتهر تشانغ بعملها مع أهم المهندسين المعماريين في العالم في إنشاء المباني.

ومبنى سوهو جالاكسي أو سوهو المجرة في العاصمة بيكين. هو مبنى ضخم أبيض الواجهة، يصل طوله إلى ما يقرب من مائتي قدم وحجمه إلى 538000 قدم مربع، من تصميم المهندسة العراقية الراحلة زها حديد.

 عندما كانت في الخامسة عشر من عمرها، انتقلت تشانغ وعائلتها من بكين إلى هونغ كونغ، وهي عالم من الأضواء والضوضاء والالوان بعيدا عن البر الرئيسي للصين، ومكانا يمكنها كسب المال فيه للمرة الأولى. وقالت تشانغ أنهم لم يكونوا يعرفون طرق أخري للحياة، سوي البحث عن عمل من اجل العيش، عملت تشانغ فى المصانع لمدة خمس سنوات، وكانت تتحرك للحصول على مال اضافى.

وتقول تشانغ أنها شعرت بالحرية في هونغ كونغ، فقد تمكنت من شراء ما ترغبه، وأكل وأرتداء ما تريده، وقد كانت هونغ كونغ مستعمرة بريطانية في ذلك الوقت مما مكنها من الحصول على فرصة للدراسة في بريطانيا، الا أنها لم تكن تتحدث اللغة الانجليزية، وكان كل حلمها الحصول على التعليم والابتعاد عن العمل في المصنع، الا أن الحال انتهي بها الى هذا الامر، فقد وصلت الى مكان يعتبر كوكب جديد بالنسبة لها، وتقول تشانغ أنها تذكر أول يوم وصلت فيه الى انجلترا فقد جلست على حقائبها وانتحبت، لأنها كانت تشعر بالخوف.

مرة اخري تحركت تشانغ للبحث عن المال، حيث عملت في متجر للأسماك والبطاطس المقلية يديره زوجين صينيين، وكانت ترفه عن نفسها بالاستماع الى خطابات رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، حيث سحرت بشخصيتها القوية، واعتبرتها نموذج بالنسبة لها ومثل يحتذي به.

بعد حصولها على درجة البكالوريوس في الاقتصاد في جامعة ساسكس، ودرجة الماجستير في اقتصاديات التنمية من كامبريدج (وكلاهما ممول من المنح والمنح الدراسية)، ذهبت للعمل في جولدمان ساكس في لندن، قبل أن تذهب الى هونغ كونغ ومدينة نيويورك. وتقول تشانغ أنه بعد أن برزت العديد من الشركات الصينية شعرت بأن هنالك شئ مثير يحدث في بلادها، وأنه آن الاوان للعودة الى موطنها، وكان لقاء زوجها المطور العقاري الذي لم يبرح الصين حافزا بالنسبة لها، للرجوع الى الصين.

وتقول تشانغ أن انشاء اعمالها الخاصة لم يمضي بسهولة واعترضته الكثير من العوائق الا انها تمكنت من تجاوزها، وقالت تشانغ أن الوصية التي وجهتها الى ابنائها والباحثين بشركة “سوهو” أن يقوموا بما يرغبون القيام به ولا يخشون من آراء الآخرين.
    

ذات صلة

المزيد