السبت, 27 أبريل 2024

غدا .. انطلاق منتدى دافوس الاقتصادي العالمي تحت شعار “إعادة بناء الثقة”

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

تنطلق غدا الإثنين بمدينة دافوس السويسرية، فعاليات الاجتماع السنوي الرابع والخمسين لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي 2024م وتستمر حتى يوم الجمعة المقبل 19 يناير، وذلك تحت شعار “إعادة بناء الثقة”.

وتشارك المملكة بوفد رفيع المستوى برئاسة الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ويضم الوفد أيضا الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة، وعادل بن أحمد الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، والمهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح وزير الاستثمار، ومحمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية، والمهندس عبدالله بن عامر السواحه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وبندر بن إبراهيم الخريّف وزير الصناعة والثروة المعدنية، وفيصل بن فاضل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط.

وسيناقش الوفد السعودي، خلال مشاركته في المنتدى أبرز التحديات الراهنة، وأهمية معالجتها عبر تعزيز التعاون الدولي، ودعم التكامل الاقتصادي، واستدامة الموارد، والاستفادة من الابتكار والحلول التقنية، إلى جانب ضرورة استكشاف الفرص التي تتيحها التقنية الناشئة، وتأثيرها على عملية صنع السياسات والقرارات في المجتمع الدولي.

اقرأ المزيد

وسيسلّط الوفد السعودي الضوء على التقدم الذي تم انجازه في إطار رؤية المملكة 2030، ومسيرة التحول والتنمية التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، والفرص الاستثمارية المتاحة في العديد من القطاعات، والتي تستهدف الوصول إلى اقتصاد مزدهر ومتنوع ومنفتح على فرص التعاون المشترك.

ويشارك في منتدى دافوس هذا العام أكثر من ستين رئيس دولة وحكومة، ومنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأرجنتيني خافيير ميلي، ورئيس الحكومة الصينية لي تشيانغ، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، وأنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بالإضافة إلى ما يقرب من ألفي شخص من كبار رجال الأعمال، والشركات الشريكة للمنتدى البالغ عددها 1000 شركة، فضلا عن قادة المجتمع المدني وأبرز الخبراء وصانعي التغيير الشباب ورجال الأعمال الاجتماعيين ووسائل الإعلام.

ويتطلع المشاركون في الاجتماع السنوي الرابع والخمسين للمنتدى الاقتصادي العالمي باهتمام بالغ للمستقبل بعد جائحة كورونا والمشاكل الاقتصادية، التي عانى منها العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، ولكن مع استمرار الحروب والتوترات في العديد من المناطق، سينصب اهتمام العديد من المشاركين والمشاركات على القضايا الجيوسياسية، ومن المقرر أن تتركز المناقشات عبر أكثر من مائتي جلسة على أربعة مجالات رئيسية هي: تحقيق الأمن والتعاون في عالم ممزق، وخلق النمو وفرص العمل لعصر جديد، واستراتيجية طويلة المدى للمناخ والطبيعة والطاقة، والذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع، والفوضى أو احتمال حدوثها، والتي قد تنشأ نتيجة لسوء استخدام الذكاء الاصطناعي.

ويرى مراقبون اقتصاديون أن على القادة المشاركين في المنتدى تركيز جزء من مناقشاتهم على الإجراءات الفورية التي يجب اتخاذها في عام 2024 لتحفيز الاستثمارات بشكل عاجل، لإرساء الأساس لمستقبل مشترك مزدهر وخاصة بالنسبة للشباب عموما وفي القارة الأفريقية خصوصا، والذين يمثلون تقريبا نحو خمسة وعشرين في المائة من عدد سكان الأرض.

وكما جرت العادة كل عام، سوف يكون هناك الكثير من الاتفاقيات والصفقات التجارية التي يتم إبرامها خلف الأبواب المغلقة، وفي تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، أوضح كلاوس شواب مؤسس المنتدى، أن الأسرة الدولية تواجه حاليا عالما منقسما وانقسامات مجتمعية متزايدة، ما يؤدي إلى انتشار عدم اليقين والتشاؤم، مؤكدا أنه يتعين على الجميع إعادة بناء الثقة في المستقبل من خلال تجاوز إدارة الأزمات، والنظر في الأسباب الجذرية للمشاكل الحالية، والعمل معا لبناء مستقبل واعد أكثر إشراقا.

ومن جانبه أكد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورج بريندي، أنه في الوقت الذي تتطلب فيه التحديات العالمية حلولا عاجلة، فإن التعاون المبتكر بين القطاعين العام والخاص يعد ضروريا لتحويل الأفكار إلى أفعال.

وسيشهد المنتدى نحو 25 جلسة تتناول أخلاقيات ووعود الذكاء الاصطناعي، حيث هيمنت على تقرير المخاطر العالمية السنوي الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، المخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي، وهي التكنولوجيا التي تطورت بسرعة منذ مؤتمر دافوس العام الماضي، لأغراض شائنة، ونبه التقرير إلى أن التضليل الإعلامي قد يكون أحد أكبر المخاطر على البشرية في العامين المقبلين اللذين سيشهدان انتخابات مدعو إلى التصويت فيها نحو نصف سكان العالم.

وأضاف التقرير الذي نشر قبل أيام من انطلاق منتدى دافوس، أن الاستخدام الواسع النطاق للمعلومات الخاطئة والمضللة وأدوات نشرها يمكن أن يقوض شرعية الحكومات المنتخبة حديثا، وذكر التقرير أن اقتصادات كبيرة شهدت أو ستشهد انتخابات على مدى عامين منها بنغلاديش والهند وإندونيسيا والمكسيك وباكستان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن “الاستقطاب المجتمعي” والمعلومات الخاطئة المنشورة عمدا و”التي يولدها الذكاء الاصطناعي” تضاف هذا العام إلى “المخاوف بشأن أزمة معيشة مستمرة”.

وترد النزاعات المسلحة بين الدول على قائمة أبرز خمسة مخاوف في العامين المقبلين على المستوى العالمي، أما على المدى الطويل، فستصبح الظروف الجوية القاسية والتغيرات الحاسمة في النظم البيئية للأرض أكبر مصدر للقلق، ويقول التقرير إن الوقت ينفد لمنع وصول ظاهرة الاحتباس الحراري إلى نقطة اللاعودة، ويستند التقرير على آراء أكثر من 1400 خبير عالمي في المخاطر وصانعي قرار ورؤساء شركات استطلعت آراؤهم في سبتمبر الماضي.

هذا وتحاول مجموعات المجتمع المدني المنتشرة في قاعات مراكز منتدى دافوس، تذكير المشاركين بأن المكاسب الاقتصادية والتكنولوجية لا توزع بالتساوي بين جميع البشر، ويحذرون من أن العديد من الصدمات والأزمات الحالية تزيد من حدة التفاوت بين الدول والشعوب.

ويستضيف منتجع دافوس، الواقع جنوب شرق سويسرا، الدورات المتكررة لهذا الحدث العالمي الكبير منذ تأسيسه عام 1971 على يد رجل الأعمال كلاوس شواب، باستثناء دورة واحدة، استضافتها نيويورك عام 2002 للتعبير عن التضامن مع ضحايا هجوم الحادي عشر من سبتمبر، وقد افتتحت له في عام 2006 مكاتب إقليمية في العاصمة الصينية بكين ونيويورك في الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من أن دافوس يعقد مرة واحدة كل عام، إلا أن تأثيره غير عادي لأنه يسلط الضوء على أكثر القضايا إلحاحا في العالم، ويستقطب المنتدى نحو 3 آلاف شخص ثلثهم تقريبا من قطاع الأعمال، ويهدف إلى إيجاد حلول للقضايا المطروحة، وتحقيق استقرار العالم سياسيا واقتصاديا، وتوفير قاعدة للتواصل وتبادل الأفكار بين المشاركين في المنتدى، من أجل تشكيل الأجندة العالمية الاقتصادية بما يؤدي إلى تطوير وتحسين العالم.

ويضم المنتدى في عضويته ألفا من كبريات شركات العالم، والتي تكون دورة رأس المال فيها أكبر من 5 مليارات دولار أمريكي وقد جاءت تسميته نسبة الى بلدة دافوس الجبلية السويسرية، حيث عقد للمرة الأولى عام 1971 بمشاورات دون جدول أعمال محدد بين عدد صغير لا يتعدى المئة من الشخصيات من قطاع العلوم وإدارة الأعمال، لكنه تحول اليوم إلى حدث يشد أنظار العالم، ويشهد عددا كبيرا من المشاركات رفيعة المستوى من جانب رؤساء وقادة الدول، كما يتضمن سلسلة من المناظرات والمحاضرات والحلقات النقاشية والندوات موزعة على قطاعات عدة سياسية وأمنية وثقافية وعلمية وطبية، ولا يقتصر على الموضوع الاقتصادي كما يوحي به عنوانه.

ذات صلة

المزيد