تقلب السوق .. هل يدفع شركات صناعة السيارات التقليدية إلى مراجعة خططها لإنتاج السيارات الكهربائية؟

تواجه شركات صناعة السيارات الكهربائية رياح عاتية في ظل تراجع الطلب وارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم اليقين الذي يلقي بظلاله على مستقبل الصناعة، فقد دفعت الضغوط عدد من الشركات العملاقة إلى التراجع أو تأجيل خطط التحول إلى إنتاج السيارات الكهربائية، بما في ذلك شركة فورد، جنرال موتورز، مرسيدس بنز، فولكس واجن، التي بدأت في البحث عن خطط بديلة.

تقلبات السوق

أعلنت عدد من شركات صناعة السيارات عن خطط جديدة لمواجهة تقلبات السوق، التي تهدد توجهاتها نحو التحول إلى الكهرباء بدلا عن محركات الاحتراق، وقال أوشيدا الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، لشبكة سي ان بي سي خلال الأسبوع الحالي أن تحديات تطوير قطاع السيارات الكهربائية – وخاصة ضغوط الأسعار – جاءت “في وقت مبكر بكثير مقارنة بما كنا نعتقد”.

خطط جديدة

وأعلنت شركة نيسان اليابانية لصناعة السيارات يوم الاثنين أنها تستهدف بيع مليون سيارة إضافية على مدى السنوات الثلاث المقبلة وخفض تكاليف إنتاج السيارات الكهربائية بنسبة 30٪ بحلول عام 2030. وفي خطة عمل جديدة متوسطة المدى، قالت نيسان أيضًا إنها ستطلق 30 طرازًا جديدًا بحلول السنة المالية 2026، منها 16 طرازًا كهربائيًا. وتهدف إلى أن تصل تكاليف السيارات الكهربائية ومحركات الاحتراق إلى التكافؤ بحلول عام 2030.

البحث عن حلول

لمعالجة هذه المشكلة، تخطط “نيسان” لتطوير السيارات الكهربائية في شكل “مجموعات”، ودمج المحركات والتركيز على الابتكارات في مجال البطاريات، حيث تتطلع إلى خفض تكلفة أسطول الجيل التالي بنسبة 30٪ مقارنة بالطراز الحالي. وقال أوشيدا لشبكة “سي ان بي سي” أنه من أجل القيام بذلك، يجب أن تكون لدينا شراكة رائعة مع موردينا، وإلا، أعتقد أنه في السنوات الخمس المقبلة، سيكون هناك الكثير من عدم اليقين الذي نواجهه. وستكون قابلية التوسع هي الأكثر أهمية، وكيف سنفعل ذلك، حيث سيكون تعاون نيسان من خلال الشراكة أحد العناصر الرئيسية.

جهود نيسان

وبموجب الخطة المكونة من جزأين، قالت “نيسان”إنها ستهدف إلى ضمان نمو الحجم من خلال “استراتيجية إقليمية مصممة خصيصًا”، والاستعداد للانتقال السريع من السيارات الكهربائية من خلال موازنة محفظتها بين السيارات الكهربائية والسيارات التي تعمل بالاحتراق، وزيادة الأحجام في الأسواق الرئيسية و الانضباط المالي.

وسيتم دعم ذلك من خلال “الشراكات الذكية، وتعزيز القدرة التنافسية للمركبات الكهربائية، والابتكارات المتنوعة، ومصادر الإيرادات الجديدة”. وقالت نيسان إن هذه الاستراتيجية يمكن أن تحقق إيرادات محتملة بقيمة 2.5 تريليون ين (16 مليار دولار) من فرص الأعمال الجديدة بحلول العام المالي 2030.

تباطؤ النمو

في ذات الاتجاه مضت شركة صناعة وتسويق السيارات البريطانية “بنتلي” حيث أعلنت عن تأجيل خططها للانتقال إلى السيارات الكهربائية بالكامل لبضع سنوات وسط تغيرات في ظروف السوق وتأخير أول سيارة كهربائية لها. وقال الرئيس التنفيذي أدريان هولمارك إن شركة صناعة السيارات لا تزال ملتزمة بالحياد الكربوني وتقدم السيارات الكهربائية حصريًا، لكنها تخطط حاليا لمواصلة تقديم السيارات الهجينة بعد عام 2030. وتعد بنتلي من بين عدد متزايد من شركات صناعة السيارات التي تقوم بتغيير أو تأخير أو إلغاء خطط السيارات الكهربائية الطموحة مع نمو الاعتماد العالمي بشكل أبطأ مما توقعه الكثيرون.