محللون يوضحون السيناريوهات المرتقبة لمسار السوق السعودية بعد تسجيله لأطول تراجع أسبوعي منذ 8 أشهر

قال محللون استطلعت (مال) آراءهم، أن سوق الأسهم السعودية قد يستمر بالأداء المائل للتراجع في الأسبوعين المقبلين قبل عطلة عيد الأضحى ووسط مواصلة الظروف الجيوسياسية الضغط على سلوك المتعاملين ليتزامن ذلك مع هبوط أداء البورصات العالمية وتأثر سلوك المتعاملين بظهور بتأجيل قرار الفيدرالي بشأن خفض أسعار الفائدة.

وشهدت سوق الأسهم السعودية تراجعاً للأسبوع الثالث ليسجل بذلك أطول سلسلة تراجع في 8 أشهر بعد أن أغلق عند 11995 نقطة فاقدا 202 نقطة بنسبة 1.6%. كما انخفضت قيم التداول 19% بنحو 6.3 مليار ريال لتسجل 26.7 مليار ريال وهي بذلك أيضا أدنى مستوى منذ نوفمبر 2023.

جاء ذلك وسط انخفاض معظم القطاعات، حيث لم ترتفع إلا 4 منها بصدارة المرافق العامة بنحو 3.5%، بينما الأعلى تراجعا الإعلام والترفيه  بـ7.6%، في حين ارتفع 62 سهما بصدارة “لازوردي” بنحو 9% مقابل تراجع 194 سهما بصدارة “الواحة” بـ14%.

وقال محللون لـ”مال”، إن تلك التراجعات الأخيرة أتت مع انتهاء موسم افصاحات الربع الأول من العام الجاري وهو الأمر الذي ساهم على في خفض شهية المخاطرة وعدم جذب السيولة الشرائية، إضافة إلى أن محضر الفيدرالي الأمريكي الذي أكد خفض توقعات تيسير السياسة النقدية في وقت قريب.

وعلى ذات الصعيد، أكد عبدالله الحامد رئيس الاستشارات الاستثمارية في شركة جي آي بي كابيتال، لـ(مال)،  أن الأساسيات المالية للشركات المدرجة الكبرى لاتزال قوية ومن المتوقع تعافي السوق المالية السعودية بشكل جيد بعد الإجازة الصيفية.

من جانبه، أكد المستشار الاقتصادي الدكتور علي بوخمسين الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية، لـ(مال)، أن موجه الهبوط مستمرة بالسوق المالية السعودية بسبب الضغوط الجيوسياسية الكبيرة التي تحيط وحرب غزه وتثبر مخاوف المستثمرين. ويرى أن الضغط الاكبر في السوق داخليا يأتي من قطاع البنوك الذي ربما هناك تخوف من ان تخفيض سعر الفائدة سوف يضر بربحيتها الكبيرة.

وأشار إلى أن أسعار  أسهم البنوك حاليا منخفضه وكذلك قطاع البتروكيماويات الذي يتعرض للضغط والسبب واضح يعود الى انخفاض ربحية معظم شركاته وبعضها الأخر سجل خسائر.

ولفت إلى أنه لا يمكن ان نغفل أن مكرر ربحيه السوق الحالية باستثناء أرامكو هو 26.5 مره وهو عالي بالنسبة للمخاطر الحالية وربما هو ما يشكل عامل ضغط اخر على المؤشر الرئيسي “تاسي”. وأشار إلى أن هناك سيوله جاهزة للدخول واقتناص الفرص لكنها تتخوف نتيجة للاتجاه الهابط حاليا.

ولفت إلى أن استمرار الهبوط ليس من المرجح حيث أنه من المتوقع أن ينتهي مع انتهاء إجازة العيد القادمة ولاسيما سيكون مع اتضاح الأمر بالنسبة للظروف الجيوسياسية واتجاه الفيدرالي الأمريكي حيال أسعار الفائدة المرتفعة لمستويات قياسية.

وأكد أن هناك رغبة من قبل المحافظ الاستثمارية للتوسع بالسوق السعودية لاسيما في ظل ترقيتها على مؤشرات الأسواق الناشئة  وزيادة الثقة باقتصاد المملكة ومتانته تزايد النظرة الإيجابية من خلال تقارير المؤسسات الدولية الأخيرة.

بدوره، قال عبدالعزيز خريص المحلل بالأسواق المالية ، لـ (مال)، إن المؤشر العام للسوق المالية السعودية “تاسي” سجل في جلسة اليوم مستهل تعاملات الأسبوع مستويات 11921 نقطة، وهي الأدنى منذ ثلاث اشهر وتحديدا منذ شهر فبراير الماضي.

وأوضح أن هناك عدة عوامل ساعدت في هبوط السوق السعودية خلال الفترة الماضية أبرزها انتهاء المحفزات التي تخص النتائج المالية للشركات القيادية وكذلك وجود موجة اكتتابات بالسوق الرئيسي ستستحوذ على سيولة جديدة تتجاوز من 5.6 مليار ريال, إضافة للأخبار الصادرة من الوكالات والتي تخص طرح اسهم اضافية من شركة أرامكو والتي أدت لضغط على اسهم الشركة تحت مستويات 30 ريال مما انعكس سلبياً على المؤشر العام “تاسي”.

ورجح وصول المؤشر العام “تاسي” لمستويات بين 11900 – 11700 نقطة الفترة القادمة في ظل ترقب الجديد من الاخبار التي تخص طرح حصة إضافية لشركة أرامكو ومدى انعكاسها على السوق ككل.

وأكد عبد الله الجبلي، عضو الاتحاد السعودي والدولي للمحللين الفنيين ، لـ (مال)، إن التراجع الحالي للسوق المالية السعودية كان أمراً متوقعُا لاسيما مع وجود زيادة بزخم للاكتتابات الأولية ودخول فترة الإجازة الصيف، مرجحًا أن يكون نهاية فترة التصحيح والهبوط الحالي مع نهاية الأسبوع الجاري حال عدم تخليه عن مستوى 11900 نقطة وفي ظل عودة مستويات السيولة للارتفاع والتي كانت منخفضة وهو الأمر الذي أشار إلى أن نية البيع كانت غير موجودة لدى كثير من المتعاملين.