الإثنين, 17 يونيو 2024

مستثمرون ومثقفون: السماح ببيع الكتب ضمن 8 أنشطة تجارية يدعم المستثمرين في هذه الأنشطة ويصب في التنمية الثقافية  

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

تفاعل عدد من المستثمرين والمثقفين مع إعلان وزارتي الثقافة والشؤون البلدية والقروية والإسكان مؤخرًا بالسماح في إضافة نشاط “بيع الكتب” كنشاط إضافي ضمن 8 أنشطة تجارية من بينها “المقاهي” لنشر ثقافة القراءة وتسهيل تجربة اقتناء الكتاب. وتهدف تلك الخطوة لدعم المستثمرين في هذه الأنشطة ومساعدتهم على توفير خدماتهم بشكل كامل.
وأكدوا في حديثهم لـ “مال” أن ذلك يصب في التنمية الثقافية للمجتمع بشكل مباشر ويقرب الثقافة للناس إضافة إلى ما يحققه من مردود اقتصادي. في الوقت الذي رصدت فيه “مال” شروع عدد من المقاهي في استقبال بعض الكتب في الأركان المخصصة للقراءة والبيع من بينها مقهى “عريب” و”حبر” و”الموعد الجميل” وغيرها.
وأشادت سارة الحيدري مسؤولة قسم الإعلام والعلاقات العامة في “مقهى حبر” بهذا القرار الذي قالت إنه اختصر عليهم خطوات لإبراز الكتب والكتّاب من الشباب السعوديين، مشيدة بالوقت ذاته بما تسعى إليه وزارة الثقافة من دعم ومشاركة القطاع الخاص وتمكينه في دعم الحراك الأدبي والثقافي وتسهيل وصول الكتب للمجتمع ودمجها بحياتهم واحتياجاتهم اليومية.
وأكدت الحيدري أنهم دشنوا مؤخرًا مكتبة ووضعوها بالمقهى مع المكتبة العامة المتواجدة لزوار المقهى منذ تأسيسه. وتأمل أن تعج المقاهي برائحة الكتب والمكتبات بجانب القهوة وأن يرى المجتمع السعودي أثر هذه الخطوة الإيجابية وما ينعكس عليها من أهداف أدبية وثقافية واقتصادية.
ويرى صالح الحسيني – الكاتب والمهتم بالشأن الثقافي – أن السماح بنشاط بيع الكتب كنشاط إضافي في عدة منافذ تسويقية أمر إيجابي يصب في التنمية الثقافية للمجتمع بشكل مباشر؛ لأن توفرها بالقرب من المتسوق يوفر عليه من ناحية حصوله على الكتاب الذي كان يذهب من قبل لشرائه من المكتبات، وقد لا يجده،  وهذا من باب سهولة الوصل إلى الشيء دون عناء.
unnamed (4)
صالح الحسيني
وأضاف الحسيني أن توفر الكتاب في عدة أماكن مناسبة يسهل اقتناءه أو الاطلاع عليه معتبرا ذلك مظهرا حضاريا يحفّز ويشجع على القراءة بين فئات المجتمع، ويجعل تجربة التسوق تجربة ثقافية ثرية. ومن الناحية الاقتصادية وما يعود على منفذ البيع أو القطاع التسويقي، والمؤلف من فوائد فإن الأمر هنا يتطلب على حد قوله جهدا مضاعفا.
ولتحقيق هذا الهدف يقترح الحسيني توفر شركة رائدة في البيع وإعادة التوزيع يكون لديها قدرة وكفاءة في إدارة التسويق للكتاب من خلال صناعة أساليب جديدة ومشوقة تخاطب رغبات القراء.
من جهته أشار محمد الأنصاري – مثقف وأحد رواد مقاهي الشريك الأدبي – إلى أنها مبادرة جميلة من وزارة الثقافة ضمن سعيها لتقريب الثقافة إلى الناس، ولا شك أن الخطوة الأولى لتقريب الكتاب أن يكون حاضرًا في كل مكان ليشعر الناس أنه جزء مهم من حياتهم، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة كانت مستحيلة قبل سنوات قريبة عندما كان يعمل في مجال النشر حتى في أنشطة تتكامل مع دور النشر كالقرطاسية مثلاً، لذلك يرى أن تذليل هذه العقبة أمام جميع الأنشطة قرار في الاتجاه الصحيح – خصوصًا – أن تسويق الكتاب كنشاط مستقل يواجه تحديات كبيرة.
unnamed (3)
محمد الأنصاري
وأضاف محمد الأنصاري أن الجدوى الاقتصادية من إضافة الكتاب كنشاط إضافي ستتحقق مع الوقت كلما زادت نسبة الوعي بأهمية الكتاب، وعلينا في هذه المرحلة – على حد تعبيره- أن نغض عنها الطرف في سبيل أن نتكامل مع هدف الوزارة النبيل خصوصًا أن بيع الكتب نشاط إضافي وليس رئيس لهذه المنشآت، لذلك حتى وإن كانت محدودة جدواه اقتصادياً لهذه المنشآت إلا أن عليها أن تسهم في نشر الكتاب والوعي به كخدمة مجتمعية لا تستهدف الربحية المحضة.
وقال مروان المزيني – شاعر – إنه من المبهج أن تجد آفاقا تُفتح لأهم عناصر الثقافة ومنابعها التي لا يستغني عنها قارئ أو مثقف أو متعلم وهو الكتاب. مضيفاً، أن إتاحة الفرصة لاقتنائه من أماكن لم تكن مألوفة من قبل ولكنها الآن هي أماكن يرتادها المثقفون أمر مشجع وفيه تسهيل لوصول الكتاب للقارئ واختصار الوقت وتنوعٌ لأماكن عرضه وتواجده وخصوصا في المقاهي الأدبية التي كانت ولا تزال تغطي الساحة الثقافية بشكل مختلف عن الأماكن التقليدية التي لم تعد تغري المثقفين للمرور عليها إلا للضرورة.
unnamed (2)
مروان المزيني
وأضاف مروان إن السماح ببيع الكتب في هذه المنافذ الجديدة يجب أن يُفعَّل بأفضل الطرق ، وأجمل الظهور ليواكب زمن رؤية  2030 التي تتطلع للوصول إلى القمم في كل المجالات سواء الثقافية أو العلمية أو الاجتماعية.
وكانت وزارتا الثقافة والشؤون البلدية والقروية والإسكان قد أعلنت عن السماح بإضافة نشاط بيع الكتب كنشاط إضافي ضمن 8 أنشطة تجارية مرتبطة وهي: المقاهي، والأسواق المركزية ، والسوبر ماركت، ومحلات بيع الأغذية الخاصة، ومحلات بيع الورد والهدايا، ومحلات بيع الملابس، والأجهزة الإلكترونية والأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية.
وتهدف هذه الخطوة كما نشر عبر حساب وزارة الثقافة في منصة “إكس” لدعم المستثمرين في هذه الأنشطة ومساعدتهم على توفير خدماتهم بشكل كامل ، وتشجيع القراءة بين فئات المجتمع وجعل تجربة التسوّق تجربة ثقافية ثريّة وكذلك تسهيل وصول الكتاب لجميع أفراد المجتمع عبر زيادة نقاط بيع الكتب في أماكن تواجد المستهلك ، ودعم دور القطاع الخاص في تنمية وتحفيز استهلاك الكتاب.

ذات صلة

المزيد