الأحد, 19 مايو 2024

مشاريع التطوير السياحي في المدينة المنورة: استثمار التنوع الجغرافي والمعالم الطبيعية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

شكلت المعالم الطبيعية والتاريخية في منطقة المدينة المنورة أساساً متميزاً لتنفيذ مجموعة من المشاريع الاستثمارية التطويرية والسياحية الجاذبة، وذلك بفضل تنوعها الجغرافي وجمالياتها الطبيعية.

ويأتي مشروع “قلب أحد” الذي يقع على سفوح سلسلة الجبال الممتدة شمال المدينة المنورة، جبل أُحد تحديدا، وعلى مساحة نحو ربع مليون متر مربع كأحد المشاريع التي يتم تنفيذها على أحد المعالم الطبيعية في منطقة المدينة المنورة، وذلك بغية الوصول لمنتجع طبي تأهيلي بكفاءات وخبرات متخصصة، وفق أعلى المعايير المهنية والاحترافية، لتوفير الحاجة النوعية لخدمات التأهيل والاستجمام، في وقت ينتظر أن تستقبل المدينة المنورة قرابة 30 مليون زائر سنوياً، في غضون الأعوام القليلة القادمة ( 6 أعوام حتى عام 2030).

ويبلغ حجم الاستثمار في مشروع “قلب أحد” الذي تنفذه شركة المقر للتطوير و التنمية، 2 مليار ريال، حيث يتكون المشروع من عيادات طبية وصالات لمختلف الأنشطة، بينها العلاج الطبيعي، والاستشفاء الغذائي، والرعاية المنزلية التأهيلية، والعلاج المائي، أجنحة فندقية، مطاعم و مقاهي، وهو مشروع يأخذ خطته من برنامجي جودة الحياة وخدمة ضيوف الرحمن، وهما البرنامجان البارزان ضمن الرؤية الاقتصادية للمملكة، ويأتي هذا المشروع مستفيداً من مكانة المدينة المنورة الدينية الروحانية، ومزاياها التنافسية بما في ذلك المعالم التاريخية المتعددة، والتنوع الجغرافي، ليسهم في تعزيز مكانة المدينة المنورة سياحياً.

اقرأ المزيد

ومن المعالم الطبيعية التي باتت تضم بين جنباتها ابرز المقاهي والمطاعم العالمية، “جبل الفيل في العلا” الذي تحول من أعجوبة جيولوجية إلى واجهة إعلانية للشركات العالمية بفعل تاريخية موقعه و الإرث الحضاري المحيط به مما جعله واجهة اقتصادية وسياحية ومنطقة جذب تسويقي للعديد من الشركات والماركات العالمية، إذ تحول جبل الفيل الذي يسكن في قلب الرمال الصحراوية من منطقة أثرية مسجلة ضمن عجائب الجيولوجيا إلى واجهة إعلانية لعدة شركات عالمية، من أبرزها ديور، كارتير، اديداس، نتفلكس، سوني.

ويجسد الجبل الشهير شكل خرطوم وجسد الفيل، ونُحت بفعل قوة الطبيعة على مدار ملايين السنين من عوامل الحتّ والتعرية بالرياح والماء و هو عبارة عن صخرة ضخمة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 50 متراً، وتتميز بشكلها الفريد الذي يشبه حيوان الفيل، ومنه اكتسب هذا المسمى، وتحيط بالصخرة مجموعة من الجبال ذات الألوان الفاتحة، ويقع “جبل الفيل” في منطقة متسعة تكسوها الرمال الذهبية على بعد 7 كيلو مترات إلى جهة الشرق من محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة.

وبين متاهة من الشوارع الضيقة المزدحمة، ومئات من المباني الطينية، وحصن برج المراقبة الضخم، تشتهر البلدة القديمة في العلا كواحدة من أكثر المواقع التراثية إثارة للإعجاب بإحتوائها على مجموعة من متاجر الماركات العالمية و الراقية التي تفتح أبوابها لفترة محدودة، في أحضان وادي عِشار بأسلوب جديد كلياً مع مجوهرات و أزياء و ديكورات لأبوابها و نوافذها بتصاميم حصرية مستوحاة من طبيعة منطقة العلا و تراثها لتتلائم مع طابعها التاريخي، وفي مقدمة تلك المتاجر: ديور، لويس فيتون، هارفي نيكلز، مايكل سينكو، عزه فهمي.

image3 (2)

من جهة أخرى، تبرز في المدينة المنورة فكرة الاستثمار السياحي في البساتين و المزارع، حيث شرّعت عدد من المزارع أبوابها لإستقبال الزوار وعائلاتهم والتنقل بين مرافقها بعد إعادة تطويرها وتهيئتها لاستقبالهم في جلسات خاصة ملحقة بمقاهي أو تخصيص جزء منها إلى محميات مغلقة لأنواع مختلفة من الطيور، كذلك إنشاء و مرابط الخيول و متاحف تاريخية وتراثية لاستقطاب الزوار إليها وتنظيم جولات سياحية ترفيهية بداخلها، إضافة إلى عرض أنواع التمور التي تقدمها تلك المزارع.

وجاء مشروع “المطل” الذي أعلنت أمانة منطقة المدينة المنورة إعتماده كأحد ثمار الاستثمار بالمعالم الطبيعية، و يُعد أحد المشاريع التجارية الترفيهية التي تتميز بموقعها الكائن على مرتفعات الجبال المُطلة على حي العزيزية بمساحة 56 الف متر مربع كإحدى ثمار الاستثمار بالمعالم الطبيعية، بحجم إستثمار يبلغ 80 مليون ريال، حيث سيحتضن المشروع 98 منشأة تجارية ومصليين، وعدد 6 أكشاك سيارة و 341 موقف للسيارات، ساحات وجلسات خارجية مطلة، ومسارات للمشي وأخرى للدراجات الهوائية ومقاهي ومطاعم، إذ سيسهم المشروع في تهيئة بيئة جاذبة ووجهات ترفيهية فريدة، وتوفير خيارات متعددة للأهالي والزوار، حيث يمثل المشروع الجديد نقطة جذب كونه مرتفع يطل على أحياء غرب المدينة المنورة، ويسهم في تعزيز ورفع جودة الحياة في المدينة المنورة.

ذات صلة

المزيد