3666 144 055
[email protected]
باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
[email protected]
ربما يخفى على البعض المعنى الصحيح لمصطلح ترشيد الطاقة، فالترشيد لا يقصد به أن نحرم أنفسنا من الاستهلاك أو أن نستغنى عن الضروريات بل يقصد به عدم الإسراف و استخدام الطاقة بأسلوب أكثر كفاءة يؤدي إلى الحد من هدرها.
الكل يعلم أن المملكة العربية السعودية أصبحت تعاني من ارتفاع الاستهلاك المحلي للطاقة الذي يقدر بـ 7% سنوياً حتى أصبحت مملكتنا للأسف تُلقب “ببلد الإسراف” و تتصدر المملكة أيضاً قائمة إحصائيات معدلات استهلاك الطاقة في العالم.
أكثر ما يُحزنني أنه على الرغم من هذه النسب والإحصائيات السلبية التي تهدد مستقبلنا إلا أن الكثير لايزال غير مقتنع بأهمية الترشيد، ويعتقد البعض أيضاً بأننا لسنا بحاجة إلى الترشيد بحجة أن “الخير كثير” أو أن “السعودية بلاد الحرمين لن يتركها الله بدون مورد للطاقة”، و البعض يردد “لا داعي للترشيد في الطاقة هذا هو حقي من برميل النفط” وغيرها من العبارات الجاهلة التي يشيب لها الرأس.
الجدير بالذكر أن ترشيد الاستهلاك في المملكة العربية السعودية من الممكن أن يوفر 238 مليون برميل نفط سنوياً والذي سيوفر بذلك مبالغ مالية تصل إلى مليارات الدولارات. نتيجةً لذلك ولأهمية هذا الموضوع كثر الجدل بين المحللين والاقتصادين حول كيفية التقليل من الاستهلاك المحلي للطاقة في المملكة العربية السعودية: البعض مقتنع تماماً أن التعليم وزيادة الوعي عن طريق حملات الترشيد سيقلل من كثافة الاستهلاك، و البعض الآخر غير مؤمن بأن الوعي سيقلل من هذا الارتفاع وذلك بسبب أسعار الطاقة في المملكة التي تعتبر أقل بكثير مما هي عليه في أسواق الطاقة العالمية والدول المجاورة لذلك فإنهم يعتقدون أن الحل الأمثل لهذا الارتفاع هو رفع أسعار الطاقة المحلية.
بالرغم من الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لحل مشكلة الارتفاع المتزايد في استهلاك الطاقة إلا أننا مازلنا نرى الإسراف بأعيننا في كل مكان، مازلنا نرى ولائم لايحسب لها حساب، مازلنا نرى أطباق الطعام التي تطلب بدون وعي في المطاعم حتى يأتي العامل و يرمي ماتبقى في سلة المهملات، مازلنا نرى استهتار في استهلاك المياه بالرغم من وجودنا في منطقة تعاني من ندرة الموارد المائية، مازلنا نرى استهتار في إقفال المكيفات في المنازل التي تستنزف مايقارب 70% من قطاع المباني.
نحن بحاجة إلى ترشيد في الطعام، ترشيد في المياه، ترشيد في الكهرباء و ترشيد في الوقود. باختصار نحن بحاجة إلى الترشيد من الألف إلى اليـــــــــــــــــاء.
خان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734