3666 144 055
[email protected]
باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@
منذ بداية الحياة البشرية ووسائل النقل في تطور مستمر، بدأ الإنسان باستخدام قدميه للتنقل من مكان إلى آخر حتى توصل إلى وسيلة تنقله خارج كوكب الأرض عن طريق المركبات الفضائية.
في عصرنا الحالي تعتمد الحركة الاقتصادية، التجارية والسياحية بشكل رئيسي على المواصلات، فيتفق الاقتصاديون والمختصون في شؤون الطاقة على أن هناك توسعاً في استهلاك الوقود حول العالم، خاصة فيما يتعلق بوقود السيارات والطائرات بسبب الزيادة في عدد السكان وبالتالي زيادة عدد السيارات والطائرات المستخدمة لتنقلاتهم، وهذا التوسع يعتبر إيجابياً للمملكة العربية السعودية عندما يتعلق الأمر بتصدير النفط، وبالعكس يعتبر سلبياً للدول المستوردة للنفط وللدول التي تهتم بالأمور البيئية نظراً للتلوث الذي يسببه حرق الوقود الأحفوري الذي يمثل 75% من الغازات الدفيئة.
لو فرضنا أن وسائل المواصلات بدأت بالاستغناء عن الوقود تدريجياً بعد 30 أو 40 عام فماذا ستفعل المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت إن استمر اعتمادها على النفط كمورد اقتصادي أساسي، ربما يرى البعض أن هذه الأعوام مدة طويلة بالنسبة لعمر الأشخاص، لكن بالنسبة لعمر الشعوب والأجيال تعتبر مدة قصيرة جداً.
ربما يعتقد البعض أيضاً أن العالم سيستغني فجأةً عن نفط المملكة العربية السعودية، من وجهة نظري هذا الاعتقاد عبارة عن نظرية من الصعب إثباتها في الوقت الحالي حتى نرى نصف سكان العالم على الأقل يقودون سيارات كهربائية بدون وقود أو يسافرون جواً مستخدمين طائرات تعتمد على الشمس كبديل للوقود.
أخيراً .. قد يتفق الكثيرين أن الزيادة التي نراها الآن في استغلال الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء خصوصاً عند الدول المستوردة للنفط لن تؤثر على المملكة العربية السعودية وذلك لأن الحاجة إلى الوقود الأحفوري ستبقى من الأمور الأولية لبقاء قطاع المواصلات ولبقاء الحركة الاقتصادية، التجارية والسياحية بين دول العالم. لكن ليس من المنطق أيضاً أن تعيش المملكة العربية السعودية على أمل أن يبقى قطاع المواصلات بدون تطور؛ فالسيارة الكهربائية في تطور مستمر و الطائرة الشمسية بدأت تجوب في سماء العالم الآن..!
خان
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734