3666 144 055
[email protected]
باحثة دكتوراه في أمن الطاقة
Sam_Tardi@
تعتبر وسائل المواصلات من أكثر الأمور التي تزيد من نسبة تلوث الهواء بسبب الانبعاثات الكربونية الناتجه من حرق الوقود الأحفوري. تقوم العديد من المنظمات العالمية لحماية البيئة باتخاذ العديد من الاجراءات القانونية والتثقيفية المختلفة لتخفيض نسبة تلوث الهواء و خصوصاً الانبعاثات الناتجة من حرق وقود السيارات وذلك لخطورتها و وجودها بالقرب من الإنسان، مما يزيد من نسبة إصابته بأمراض عديدة.
لا يخفى على الكثيرين أن المملكة العربية السعودية تأخرت كثيراً في تطوير قطاع المواصلات العامة والخاصة؛ فلم توفر بديل للسيارات ولم تبني محطات للقطارات السريعة بين المدن، ولم تهتم أيضاً باستيراد سيارات ذات كفاءة عالية في استهلاك الوقود.
كل هذه الأسباب أدت إلى ارتفاع استهلاك وقود السيارات بشكل مفرط و بالتالي زيادة نسبة تلوث الهواء، حتى أصبح هذا الارتفاع يهدد مكانة المملكة السياسية كواحدة من أهم دول العالم في القطاع البترولي، و يهدد مستقبلها أيضاً من الناحية الاقتصادية و الاجتماعية. حيث تستهلك المملكة العربية السعودية ما يقارب 811 ألف برميل من البنزين يومياً ما يعادل 23% من الاستهلاك الإجمالي للطاقة في المملكة، توجد حالياً 12 مليون مركبة تقريباً و التي من المتوقع أن تصل إلى 26 مليون مركبة في عام 2030م.
وللحد من هذا التصاعد في الاستهلاك بدأت المملكة العربية السعودية مؤخرا بالاهتمام بقطاع المواصلات عن طريق إنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة الذي يهدف إلى نشر مبدأ ترشيد الطاقة بشكل عام في القطاع السكني، الصناعي و قطاع المواصلات، و قامت المملكة أيضاً ببناء مترو الرياض الذي يعد من أكبر المشاريع الحالية في الشرق الأوسط.
على المستهلك في المملكة العربية السعودية أن يعلم أن من حقه أن يستغل الموارد الطبيعية ولكن لابد أن يعرف أن استغلال هذه الموارد بطريقة خاطئة سيؤدي إلى اختلال توازن جودة حياته و حياة الأجيال مستقبلاً. على المستهلك أن يعلم أن السيارة التي يقودها تصدر ملوثات أكثر ضراراً على جسمه من الغذاء الملوث الذي يأكله، وذلك لأن استنشاق هواء مملوء بعوادم السيارات ينتقل إلى جسم الشخص بنسبة 100%. على المستهلك أن يعلم أن السيارات وجدت لتكون وسيلة للنقل وليس للتجول في الشوارع و الطرقات دون أي سبب.
أخيراً… أرى أن ارتفاع استهلاك الطاقة في المملكة العربية السعودية من الممكن أن نعتبره عاملاً إيجابياً لأنه أيقظ الكثيرين من مسؤولينا من غيبوبة استمرت لعشرات السنين وجعلهم يعيدون التفكير في حجم التلوث الذي يعيش فيه المجتمع السعودي. بالرغم من أننا بدأنا بالتفكير في خفض نسبة الاستهلاك للوقود متأخراً لكن دائماً أقول أن نتأخر في البداية أفضل من أن لا نبدأ أبداً.
سمر
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734