تحول المؤسسات المالية الى معايير المحاسبة العالمية

أستاذ المالية والتأمين الإسلامي

aysha_alsalih@

تسعى المملكة العربية السعودية كعضو رئيس وفاعل في مجموعة العشرين إلى تعزيز مكانة الاقتصاد السعودي بين الدول.وحيث أن المحاسبة تعد لغة الأعمال ولغة الإستثمارات محليا وإقليميا ودوليا، قامت المملكة بدورها إلى تبني المعايير الدولية للمحاسبة(IFRS) من خلال توفير معلومات مالية شاملة من أجل تحفيزً الاستثمار، حيث قامت مؤسسة النقد العربي السعودي بالطلب من البنوك وشركات التأمين السعودية بتبني وتطبيق المعايير الدولية في إعداد التقارير المالية، وذلك من خلال اعتماد عملية التحول من بداية عام 2017م للشركات المدرجة و2018م لباقي الشركات.

ومن أجل تنفيذ هذه الخطوة تبنت الهيئة السعودية للمحاسبين القانونين منهجية مناسبة لدراسة المعايير الدولية والنظر في مراحل التطبيق ومدى الحاجة لإجراء أي تعديلات لازمة عليها أو على الأنظمة والتعليمات الحالية ليتم تطبيق تلك المعايير بطريقة صحيحة، فقد قامت الهيئة بتصنيف المعايير الدولية في مجموعات مترابطة بغرض دراستها من الناحية الشرعية والنظامية والفنية.

وفي ضوء ذلك تم إعتماد عدد من المعايير حيث أقرت لجنة معايير المحاسبة تعديلات محدودة علىبعض منها وتمثلت في مجملها في إفصاحات إضافية، ومازالتهناك معايير أخرى تحت الدراسة.

إن لتطبيق معايير المحاسبية الدولية مزايا عديدة منها:
1- تحسين جودة المعلومات التي ينتجها النظام المحاسبي وفقالمعايير الدولية، الأمر الذي يرفع من كفاءة أداء الإدارة بالوصولإلى معلومات ملائمة لاتخاذ القرارات.
2- تأهيل محاسبين قادرينعلى العمل قي الأسواق العربية وحتى الدولية. 3-اعداد قوائممالية موحدة للشركات المتعددة الجنسيات، مما يشجع على انفتاح أسواق المال الوطنية وزيادة الاستثمارات المالية والانتاجية محليا ودوليا.
4- مساعدة الشركات السعودية على الإدراجاتالمزدوجة في الأسواق العالمية والعكس، ودعم عمليات الاندماجاتوالاستحواذات الدولية.

ومع كل تغيير تتواجد التحديات! قامت المملكة ببذل جهود واضحة لتخطي التحديات المصاحبة لهذا التحول من مراعاة مقومات تحقيق التوافق بين معايير المحاسبة السعودية مع معايير المحاسبة الدولية، والسعي لإستكمال إصدار معايير سعودية لتتوافق مع معايير المحاسبة الدولية. ولعل ما سيسهم في التحول بشكل سلس هو توسيع دائرة الإهتمام بالتوفيق مع معايير المحاسبة الدولية وإيضاح ماينبغي القيام به من أجل تهيئة وإعداد البيئة المحلية في جانبها الأكاديمي والعلمي من خلال إعادة النظر في المناهج والكتب الدراسية بجعلها منسجمة مع المناهج الدراسية الدولية وبالأخص تحديث مقررات المحاسبة الحالية وتهيئة الأساتذة وتعريفهم وإطلاعهم بشكل كامل وتفصيلي على المعايير المحاسبية الدولية وتطبيقاتها ليتم نقلها للطالب بشكل جيد.

والجدير بالذكر أن الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين قامت بترجمة وتعريب كتاب “مبادئالمراجعة مقدمة للمعايير الدولية للمراجعة” حيث يعتبر هذا الكتابمن المراجع الهامة التي تناولت مراجعة الحسابات في ضوءالمعايير الدولية للمراجعة. ولعل أيضا الإستفادة من تجارب الدولالأخرى في تطبيق مداخل التوافق مع معايير المحاسبة الدوليةسيسهم في نجاح هذا التحول.
عائشة