3666 144 055
[email protected]
ahmedallshehri@
تنظم كلية كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية بجامعة أم القرى حدث عالمي في مجال المصرفية والمالية الإسلامية، والمؤتمر سيجمع علماء وخبراء في مجال المالية والاقتصاد.
ولأن المؤتمر يتحدث عن المصرفية والمالية الإسلامية سيكون حديثي اليوم عن مصدر الأزمات المالية العالمية من خلال تكييف اقتصادي خاص.
علماء الاقتصاد والخبراء في المالية يدركون أن مشاكل العالم الاقتصادية تكمن في الكفاءة والاستقرار المالي بالرغم من وجود النظريات والتطبيقات المتنوعة لتلك النظريات من أدوات وسياسات نقدية و مالية و اقتصادية بمختلف صورها، وما زال العالم يعاني من أزمات متلاحقة وبشكل خاص في نظام النقد الذي تحول من شكل إلى شكل عبر القرنين الماضيين، ومشكلة النظام العالمي الحالي أنه يولد النقد من النقد ويعتمد على أدوات لم تثبت استقرارها المستمر.
النقد العالمي الحالي يستمد تطبيقاته من الرأسمالية أو النظام الرأسمالي المشوهة أو ما يسمى حاليا بالاقتصاد المختلط، وبعد أن وصل العالم إلى هذا النظام واصبح هو اللغة المشتركة بين دول العالم، هل سنشهد نظام اقتصادي جديد يمكن أن يعالج مشاكل العالم الاقتصادية.
المصرفية الإسلامية ماهي إلا نموذج من نظام اقتصادي متكامل كما أتصوره، ولكن للأسف المصارف التي عملت في المصرفية شوهت هذا المفهوم واستغلت العملاء بطريقة أكثر شراسة من المصرفية التقليدية أو الربوية وطبقت الجانب المالي وأهملت الجانب الاقتصادي.
أين الخلل، أعتقد أن الخلل في النظام النقدي العالمي الذي يقوم على الربا وتوليد النقد من النقد دون أن ينظر إلى العملية الإنتاجية أو ضرورة أن تدخل تلك القروض إلى دائرة الاقتصاد المنتج؛ ولهذا ظهرت تلك الأزمات وجعلت الجميع مدينون وجعلت الترس يتوقف عند أول أزمة، والمصارف الإسلامية و التقليدية هي جزء من تلك المنظومة العالمية؛ لأنها تستخدم نفس الأدوات.
الأمر الآخر الذي جعل المصارف الإسلامية أو التي لديها أقسام إسلامية تستغل حاجة الناس، لا تمارس المصرفية الإسلامية فعليا، تنفذ الفكرة بحيلة على مستوى التطبيق، وتقوم بتوليد النقد من النقد أيضا، دون أن تدخل تلك القروض أو المرابحات أو التمويل إلى الدائرة الاقتصادية الحقيقية، وتكتفي بنموذج ورقي موقع من العميل وتفويض بالبيع الصوري ثم إيداع المبلغ المطلوب في حساب العميل دون أن تمر بالدائرة الاقتصادية الحقيقية.
دخول تلك الأموال المعروضة للتمويل إلى الدائرة الاقتصادية قبل استلام العميل لها؛ سيؤدي إلى حركة اقتصادية في التوظيف وانتقال رأس المال وتبادل السلع وتباين ميزان العرض والطلب في السوق مما يجعل الاقتصاد يعمل ويولد النقد والوظائف ..الخ.
أرى أن الجامعات والعلماء المسلمين ومراكز الأبحاث ليس لديها قدرة على إقناع العالم بنظام اقتصادي متكامل يطبق الجانب المالي والاقتصادي بصورة متوازية، كل المؤتمرات والندوات الحالية في المصرفية الإسلامية لا يتجاوز حديثها عن الإصلاح للمعاملات وليس النظام الاقتصادي، المؤتمرات والندوات في المصرفية الإسلامية قد تكون بداية التحول لنظام الاقتصادي جديد، ولكن لن تكون في الزمن القريب المنظور، سواء بهذا المسمى أو بمسميات مختلفة.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734