واصل الأمير الشاب فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز دعم مبادرة “صنع في المدينة” عندما أعلن في حفل خاصة بالمبادرة يوم الأثنين الموافق 20 ذو القعدة 1435عن توقيع مذكرات تعاون لشركة نماء المنورة وانشاء وقف خاص بالمبادرة وتقديم خطوات ومبادرات تنفيذية لدعم هذه المبادرة. تشمل منتجات مبادرة “صنع في المدينة ” التي وقُع لها الأمير الشاب خمس اتفاقيات بحضور خمس وزاراء هم العمل, الاقتصاد, والتخطيط, والتجارة, والحج, والثقافة والإعلام مدينة صناعية, وبرنامج بيع بالتجزئة, ومعامل انتاج وغيرها من المنتجات. لكن وحتى تحقق هذه الخطوات الرائعة لدعم مبادرة “صنع في المدينة” النجاحات المطلوبة, فإنني أرغب لفت عناية الأمير فيصل بشكل خاص وأهل المدينة المنورة بشكل عام للأمور التالية :
التأكيد على أخلاقيات المسلم التاجر: كانت ومازالت المدينة المنورة مهبط للرسالة المحمدية ومنها خرج الإسلام بروحه النقية الصافية, وفي سوقها أيضاً تبايع الصحابة والتابعون, وهي ترتكز على إرث تاريخي وسياسي كبير. أكثر ما فُقد اليوم من الأعمال التجارية هي الصدق, والإخلاص, والأمانة إما لغياب الوازع الديني أو الوازع القانوني أو كليهما. وهذه الأخلاق كانت أبرز ما تميز أخلاق التاجر المسلم. وحيث أن شركة نماء المنورة تهدف إلى دعم وتشجيع شباب المدينة المنورة لبداية مشروعاتهم التجارية, فإنه يجدر التأكيد عليهم من خلال الرسائل المباشرة وغير المباشرة بأنهم يمثلون بقعة طاهرة عُرف سوقها بالصدق والأمانة. اتقان العمل وجودة المنتج هو ليس فقط لتخفيض تكلفة الانتاج, بل هو أيضاً لكسب عميل دائم. التركيز على الربح هو مطلب كل تاجر, لكن هناك أعمال ومنتجات كثيرة تخدم المجتمع وتؤدي رسالة هامة فيه و وتربح عائداً مادياً رائعاً.
تكاتف أهل المدينة لانجاح المبادرة: لا يستطيع السياسي لوحده -وإن كان دوره مهم ومؤثر للغاية- انجاح أي مبادرة ومنها مبادرة “صنع في المدينة”, لكي تنجح هذه المبادرة, نحتاج إلى تكاتف أهالي المدينة المنورة بتشجيع ابناءها أولاً على التجارة واستغلال فرصة وجود شركة نماء المنورة لتطوير أفكار ومنتجات مبتكرة تجارية. في الوقت نفسه, نحتاج من أهل المدينة المنورة أن يحرصوا ويتواصوا على الشراء من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة خاصة إذا كانوا أصحابها من السعوديين, ويساهموا مع الجهات المسئولة في الحد من ظاهرة “اقتصاد الظل” تجارة الأجنبي باسم سعودي .
تفاعل الجامعات والقطاعات الحكومية: يتجاوز عدد اخريجي الثانوية العامة بالمدينة المنورة عدد ال13 ألف خريج, كما يدرس في جامعة طيبة 60 ألف طالب وطالبة, عدا الطلاب السعوديين المنتظمين في الجامعة الاسلامية والجامعة العربية المفتوحة. تحتاج هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب والطالبات إلى توجيه وتشجيع على تطوير أفكار ومنتجات قابلة للطرح في السوق. هناك وكالة على مستوى جامعة طيبة للأعمال و الابداع المعرفي ولها خطوات مشكورة في التعريف بريادة الأعمال بالجامعة, لكن تحتاج الجامعة ومجتمع المدينة المنورة إلى مزيد من البرامج والمواد الغير تقليدية. كما أن هناك حاجة لمسرع أعمال –وقد يكون ذلك بالمشاركة مع القطاع الخاص أو شركة نماء- في الجامعة يستطيع من خلاله طلاب وطالبات جامعة طيبة خصوصاً و أهل المدينة عموماً تطوير علاقاتهم, وتحسين مهاراتهم ومخالطة أصحاب الخبرة التجارية والأكاديمية في هذا المجال.
تعزيز الابداع والتفكير بطريقة غير نمطية: هناك العديد من المشروعات الصغيرة التي هي عبارة عن “قص ونسخ” مثل صوالين الحلاقة أو المغاسل أو محلات التجزئة لبيع المواد الغذائية , حيث يكون الابداع ولا الابتكار محدود. هذه المشاريع و إن كانت تدر دخلاً, إلا أنها مكررة وأكثر عرضة للموت السريع والفشل, إلا في حالة أن رائد الأعمال أراد أن يقدمها بصورة مختلفة عن النمطية, مثل سوبرماركات اونلاين أو عن طريق الهاتف الذكي. كما أن الاهتمام الموهوبين والموهوبات من خلال الجامعات وإدارات التربية والتعليم ومراكز دعم الموهبين من أهم العوامل التي تعزز الابداع وتدعم الابتكار.
مبادرة “صنع في المدينة” من المبادرات الواعدة التي أطلقها الأمير فيصل من خلال شركة نماء المنورة لدعم وتحفيز شباب وشابات المدينة المنورة على خلق فرص عمل وتحفيز الاقتصاد, واستغلال الطاقات الكبيرة في المنطقة, ومن المأمول أن يؤدي نجاح هذه التجربة في المدينة المنورة إلى تعميم هذه التجربة إلى المناطق المختلفة, من أجل المساهمة في بناء اقتصاد المملكة العربية السعودية.