3666 144 055
[email protected]
متخصص في البتروكيماويات
في وقتنا الحالي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالتأثير الذي نراه اليوم في انخفاض أسعار النفط على اتجاهات الاستثمار في الطاقة المتجددة ولكن ربما يكون ذا تأثير خطير حسب ما نقرأه في تاريخ الطاقة المتجددة.
إن علاقة الطاقة المتجددة بالنفط علاقة حميمة بداية من كون النفط المسيطر الأكبر على اقتصاديات الكثير من الدول والتي بدورها تبني خططها المستقبلية في ميزانياتها وتوجهها للطاقة المتجددة ومنها مملكتنا الحبيبة والعلاقة الآخرى تكمن في بعض المواد التي تدخل بشكل رئيسي وكبير في صناعة مواد وأجهزة الطاقة المتجددة بشتى أشكالها والتي يكون مصدرها الأم الغاز الطبيعي والنفط .
التاريخ لايزال يذكر تلك الحادثة في الارتفاع الحاد لأسعار النفط الخام في السبعينيات من خلال الحظر النفطي العربي وابدي نشأ بعده ما يسمى بالعصر الجديد من الطاقة النظيفة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية حتى وصل الحال بالبيت الأبيض الأمريكي بوضع الألواح الشمسية فوق أسطح البيت الأبيض الذي كان يقطنه الرئيس الأمريكي جيمي كارتر وظهرت تدابير طاقية للحفاظ على الطاقة وارتفعت معدلات العزل.
ولكن سرعان ما عادت المياه لمجاريها وانخفضت أسعار النفط وغادرت الألواح الشمسية سطح البيت الأبيض في عهد الرئيس رونالد ريجان وهبطت الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة ونشأت الصناعات البتروكيميائية التي اجتاحت العالم كله وتطورت الصناعة التي تستنزف الكثير من النفط حتى عامنا الحالي.
علاقة الطاقة المتجددة بالنفط ليست حميمة في أمور تغير المناخ في البلدان الصناعية الكبيرة في العالم كله فالنفطيون كما يسمهم البعض ينادون بأنهم يملكون خيارات كثيرة في تخفض الإنبعاثات الضارة للجو ولديهم ما يثبت بأنها غير ضارة بالكرة الأرضية كما يدعي محاموا المناخ وعلى الجبهة الأخرى تجد أصحاب الطاقة المتجددة بدراساتهم وأبحاثهم أثبتوا للعالم كله بأنهم مصدر الطاقة النظيف وأن الوقود الأحفوري هو سبب تعاسة غلافنا الجوي وزيادة الإحتباس الحراري.
إن عوامل ضعف تطبيق مشاريع الطاقة المتجددة في بعض الدول العربية وخاصة الخليجية منها يعود للعامل السياسي وقوانين تنظيمها وتشريعاتها والتي ستهلك الكثير من الوقت رغم أن بعض الكتّاب والمهتمين بالطاقة المتجددة متحمسون لكي يروا هذه الطاقة تغزوا عالمنا العربي والخليجي ومملكتنا الحبيبة في أسرع وقت لضمان استمرار قوة اقتصادنا وتعزيزه وضمان مستقبل الأجيال القادمة.
قد يكون الأمر هذا مهمًا بشكل كبير للبلدان التي تستورد النفط مثل أوروبا والصين والهند فهي الأكثر حاجة لإيجاد مصادر طاقية بديلة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية رغم ثورة النفط الصخري المؤقتة.
وقد قال أحد المهتمين بالطاقة ويسمى مارك فريشني المحلل في كردي سويس أن الحكمة التقليدية تقول أنه بانخفاض أسعار النفط فإنها ستقود معها أسعار الكهرباء وتجعل الطاقة المتجددة تبدوا أكثر تكلفة ولكن العلاقة أكثر تعقيدًا الآن واعتقد أنه لا يزال هناك تصور في السوق حول وجود ارتباط بين الطاقة المتجددة والنفط.
الشهري
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734