الخميس, 23 مايو 2024

“نزاهة” تدعو الوزراء الجدد إلى محكاة الربيعة في مكافحة الفساد

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

نزاهة

دعا محمد الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة»، الوزراء التسعة الجدد الذين اختارهم خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قبل أسبوع إلى الاقتداء بوزير التجارة والصناعة.

وقال الشريف في رسالةٍ بعث بها إلى الوزراء الجدد إن الوزير توفيق الربيعة «اكتفى بالأفعال» و«جعل الإخلاص طريقه والأمانة رفيقه» و«عرف كيف يطبق النظام في مواجهة مَنْ يخرقه».

اقرأ المزيد

ووفقا لـ “الشرق”سأل الشريف الوزراء الجدد «هل رأيتم مثلاً أقل من وزير التجارة والصناعة كلاماً؟ لقد اكتفى الرجل بالأفعال، وناب عنه مَنْ يتكفل بالأقوال، فضربوا الأمثال، في الحديث عن أفعاله في مكافحة الفساد، في مقدرات العباد، وكأنه يتمثل: أنام ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر الخلق جراّها ويختصم».

وتابع رئيس «نزاهة» في حديثه عن وزير التجارة والصناعة «هذا في حين أن النظام هو النظام، لكنه عرف كيف يطبقه، في مواجهة مَنْ يخرقه، ولم يجد مقاومة، حين لم يدع مجالاً للمساومة»، مشدداً على أنه بإمكان الكل أن يقتدي بـ «هذا الرجل حين جعل الإخلاص طريقه والأمانة رفيقه»، ومعتذراً للربيعة «على ما لم استأذنه فيه، لكوني أعرف أنه لا يرضيه».

وفي الرسالة ذاتها، وجَّه الشريف عشر وصايا للوزراء الجدد؛ أبرزها عدم السماح بحجب الرؤية عنهم، وخدمة المواطنين والاستماع إليهم، والابتعاد عن المظاهر وعدم الإصغاء للمدَّاحين.

كما أوصاهم بالاعتماد على إدارات المراجعة الداخلية وبالثقة في هيئة مكافحة الفساد والتعاون معها على كشف مواطن الخلل والفساد.

ومع حرصه على تقديم الوصايا للوزراء الجدد، بدا الشريف مرتاحاً لما «بُذِلَ من جهد واضح في انتقائهم»، ولاحظ أن «تنوع المشارب والتخصصات وعمق المرجعيات والخبرات هو أحد العوامل المهمة في اختيارهم»، بحسب ما ورد في رسالته.

نص رسالة الشريف إلى الوزراء الجدد

«يدفعني شعوري بالارتياح، لما بذل من جهد واضح، في انتقاء الوزراء التسعة، الذين اختارهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزراء لكل من الصحة والثقافة والإعلام، والشؤون الإسلامية، والنقل، والاتصالات وتقنية المعلومات، والتعليم العالي، والزراعة، والشؤون الاجتماعية، والدولة، يدفعني ذلك أن أهنئ الوطن باختيارهم، ثم أهنئ نفسي بهذا الاختيار، بل وأتفاءل بحلول عهد جديد من العمل المخلص في خدمة المواطنين، ولعل تنوع المشارب والتخصصات، وعمق المرجعيات والخبرات، هو أحد العوامل المهمة في ذلك الاختيار، بيد أن من الأهم ما لا تظهره السمات، ولا تبرزه الخصائص والصفات، إلا بعد امتحان الاختيار، في تجربة القرار، وما يجعل الأعمال تسبق الأقوال!، هل رأيتم -مثلاً- أقل من وزير التجارة والصناعة كلاماً؟ لقد اكتفى الرجل بالأفعال، وناب عنه مَنْ يكتفل بالأقوال، فضربوا الأمثال، في الحديث عن أفعاله في مكافحة الفساد، في مقدرات العباد، وكأنه يتمثل: أنام ملء جفوني عن شواردها .. ويسهر الخلق جراّها ويختصم.
هذا في حين أن النظام هو النظام، لكنه عرف كيف يطبقه، في مواجهة مَنْ يخرقه، ولم يجد مقاومة، حين لم يدع مجالًا للمساومة!.
إن بإمكان الكل، أن يقتدي بهذا الرجل، حين جعل الإخلاص طريقه، والأمانة رفيقه (ليعذرني الزميل على ما لم استأذنه فيه، لكوني أعرف أنه لا يرضيه).
أقول: إن الوطن غني وزاخر بالأبناء المخلصين في كل زاوية من زواياه، مثل مَنْ حرص ولي الأمر على البحث عنهم، ونحسبهم كذلك، مثل ما ظهر عنهم، لكن ما خفي أعظم وأهم، ما يتكفل عادة الناس بإظهاره، وأرجو أن يكون الباطن خيراً من الظاهر، وليعذرني إخوتي، وقد أقسموا أمام مَنْ أختارهم على تأدية أعمالهم (بالصدق والأمانة والإخلاص) وقد أصبحوا في مواجهة مسؤولياتهم، أن أسدي لهم ما أحسبني اخترته لنفسي، واختزنته في حدسي، ومنه:

لا تسمح بمَنْ يحجب الرؤية عنك.
كن خادماً للمواطنين واستمع اليهم، فقد سبقك ولي الأمر إلى ذلك، فتسابق المواطنون إليه بالقلوب.
كن أول مَنْ يحضر وآخر مَنْ يخرج، فهذه ضريبة المنصب.
لا تنزعج عندما يصحبك العمل للمنزل بعد الدوام.
لا تسرع في إجابة الدعوات، فهي دين مردود، على حساب نزاهتك.
حاسب ثم عاقب، في حدود صلاحياتك.
اسمح بقيام بعض العلاقات الاجتماعية في جهتك.
ابتعد عن المظاهر، ولا تصغ لمَنْ يمدحك، فذلك بداية الطريق إلى الغرور.
اجعل إدارة المراجعة الداخلية في جهتك هي عينك على العمل.
ضع ثقتك في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ودعها تساعدك على كشف مواطن الخلل والفساد».

ذات صلة

المزيد