تحليل: “اكسترا” تصل بأرباحها وإيراداتها وحقوق مساهميها لأعلى مستوى لها في تاريخها .. و7 عوامل تدعم استمرارية النمو

لا يزال العديد من الشركات السعودية تؤكد على أن البيئة الاقتصادية بالمملكة واعدة للغاية، على الرغم مما تمر به الدولة بالوقت الحالي من إصلاحات اقتصادية أو تداعيات جائحة كورونا، أو غير ذلك من العوامل التي تُعد استثنائية، والتي استطاعت بعض الشركات الاستفادة منها من ناحية وذلك فيما سبق، ومن ناحية أخرى هي ذاتها العوامل التي تدعو للتفاؤل في الفترة المقبلة، ومن تلك الشركات والتي استفادت ومن المتوقع أن تستفيد مستقبلاً من الإصلاحات الاقتصادية بل ومن جائحة كورونا، الشركة المتحدة للإلكترونيات “اكسترا” والتي استطاعت أن تحقق أرقاماً “اكسترا” في العديد من الجوانب، ومنها صافي الأرباح، والأرباح التشغيلية والإيرادات والحصة السوقية وحقوق المساهمين، والتي وصلت جميعها لأعلى مستوى لها في تاريخ الشركة، هذا بالإضافة إلى أن هناك 7 عوامل تدعم مواصلة رحلة النمو.

معدلات تاريخية

تمكنت اكسترا من تحقيق معدلات تاريخية في العديد من الجوانب المالية في عام استثنائي، من الطبيعي أن يؤثر على أنشطتها، وخاصة أن من ضمن تلك الأنشطة قطاع التجزئة، والذي تأثرت فيه العديد من الشركات بالسلب نتيجة عمليات الإغلاق التي فُرضت على المملكة كما في كل أنحاء العالم، إلا أن “اكسترا” استطاعت أن تحول ذلك لصالحها، وتمكنت من تحقيق زيادة في مبيعات التجارة الالكترونية لتتخطى حاجز المليار ريال لأول مرة في تاريخ الشركة، ويضاف لذلك زيادة ايرادات خدمات “اكسترا” وخدمات التمويل الاستهلاكي من خلال الشركة المتحدة للخدمات المالية المملوكة لها، وهو ما ساعد الشركة على تحقيق أعلى إيرادات في تاريخها لتصل إلى قرابة الستة مليارات ريال (5.96 مليار ريال)، ومع التحكم في جانب المصروفات ورفع كفاءة الإنفاق. وعلى الجوانب التشغيلية حققت الشركة أعلى أرباح تشغيلية في تاريخها عند 349.14 مليون ريال، ومع تخفيض المصروفات غير التشغيلية استطاعت الشركة أن تحقق أعلى أرباح صافية في تاريخها عند 280.14 مليون ريال.

كفاءة تشغيلية

تظهر الكفاءة التشغيلية لدى الشركة في عدة جوانب، أولاً في رفع نسبة مساهمة مبيعات التجارة الإلكترونية، حيث ومع عمليات الإغلاق التي تسببت بها كورونا فإن الشركات التي لم يكن لديها بديل اضطرت للتوقف، ثانياً في القدرة على تحويل الشركة المتحدة للخدمات المالية إلى الربحية وذلك في خلال عام واحد فقط من بدء عملياتها في المملكة لتسجل صافي ربح قدره 21.3 مليون ريال في مقابل خسائر قُدرت بـ 18.8 مليون ريال في 2019، ثالثاً، تخفيض المصروفات سواء التشغيلية أو غير التشغيلية، رابعاً قدرة الشركة على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات قبل تطبيق الزيادة في ضريبة القيمة المضافة، وكذلك لتوقف المطارات مما منع الكثير من السفر إلى خارج المملكة، وما نتج عنه من تراكمات نقدية لدى المستهلكين. وكل ذلك أسفر عن رفع الحصة السوقية للشركة إلى 21.8% بنهاية نوفمبر 2020 وهي الأعلى في تاريخ الشركة، وذلك مقابل 19.4% في الفترة نفسها من 2019.

التوزيعات النقدية

قامت الشركة وخلال آخر 10 أعوام بتوزيع ما مجموعه 683.5 مليون ريال على مساهميها، وهو ما يعادل 48.37% من الأرباح المحققة في تلك الفترة والبالغة 1.41 مليار ريال، وذلك مع الأخذ في الاعتبار بأن الشركة لم تعلن بعد عن توزيعات للنصف الثاني 2020 والتي ربما تصل معها النسبة المذكورة إلى أكثر من 50%، حال قيام الشركة بتوزيعات، وهو المتوقع.

7 عوامل تدعم استمرارية النمو

هناك العديد من العوامل التي تدعو للتفاؤل بمواصلة الشركة النمو في أرباحها خلال الفترة المقبلة، العامل الأول، التركيبة السكانية المواتية بالمملكة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 50% من الشعب السعودي أقل من 24 سنة، و20% منه دون سن التاسعة (وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة اكسترا)، وهو ما يشير إلى أن الفئة الأولى دون سن الزواج في الأغلب والفئة الثانية لا تزال دون السن التي يبدأ الاحتياج فيه لأدوات التقنية مثل التابلت وأجهزة الكمبيوتر وغيره، وبالتالي فهي لا تزال في حاجة إلى العديد من منتجات اكسترا.
العامل الثاني وهو ما أعلن عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن من الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة الرياض، زيادة عدد سكانها من 7.5 مليون نسمة حالياً إلى ما بين 15 – 20 مليون نسمة في 2030 أي مضاعفة عدد السكان، وهو ما يشير إلى ازدهار نشاط التجزئة في هذه المنطقة.

العامل الثالث المدن والمشروعات الجديدة مثل نيوم وآمالا والبحر الأحمر وغيرهم، مما يُعد توسعاً للرقعة السكنية بالمملكة، وهو ما يتماشى مع سياسة “اكسترا” التي تركز على التوسع مع الامتدادات الجديدة للمدن الحالية أو المدن الجديدة.

العامل الرابع حصول ذراع التمويل الاستهلاكي لشركة اكسترا على موافقة البنك المركزي السعودي لزيادة رأس مالها بمقدار 200 مليون ريال، وهو ما سيساعد الشركة في زيادة أعمال التمويل الاستهلاكية، وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح.

العامل الخامس التوقعات بنمو قوي في أعمال التمويل الاستهلاكي في 2021، والتوقعات بالانتعاش في تجارة التجزئة في العام 2022، بدعم من مزيج التركيبة السكانية الشابة والرهن العقاري.

العامل السادس، الإعلانات المتتالية عن التوصل للقاحات لفيروس كورونا، وهو ما يعني القدرة على مواصلة تنفيذ العديد من المشروعات الضخمة التي بدأت الدولة بها، وهو ما يمثل دعماً للقطاعات التشغيلية للشركة.

العامل السابع، التوقعات المتفائلة للاقتصاد السعودي بشكل عام، حيث تشير التقديرات الأولية للعام 2021 الى تحقيق المملكة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2% مقابل انكماشه بنسبة 3.7% في 2020، ومما يدعم وحسب المحللين بالسوق الالتزام برؤية 2030 واستثمارات صندوق الاستثمارات العامة والبالغة 150 مليار ريال بشكل سنوي والتي من المفترض أن تكون بمثابة محرك رئيسي للاقتصاد.

نبذة عن الشركة

تأسست اكسترا في الأول من يناير 2002 وبرأسمال مدفوع يبلغ 500 ألف ريال (وصل حالياً إلى 600 مليون ريال)، وتم إدراجها بالسوق المالية في 24 ديسمبر 2011، وهي إحدى العلامات الرائدة في قطاع تجزئة الإلكترونيات والأجهزة المنزلية. وتقوم الشركة بتزويد عملائها بباقة متنوعة من المنتجات والخدمات والحلول التمويلية، بالتوازي مع تنمية تواجدها المباشر على الساحة الإقليمية، وقامت الشركة بتأسيس أول معارضها في 2003 ووصل عدد فروعها إلى 21 فرعاً في في أكتوبر 2011 (وقت الإدراج) ثم إلى 50 فرعاً في نهاية 2019 تتجاوز مساحتها الإجمالية 140 ألف متر مربع وموزعة عبر 27 مدينة في كل من السعودية والبحرين وعمان، ويبلغ عدد موظفيها 3000 موظف.

تقارير ذات صلة:

السوق السعودي يرتفع 55% مقارنة بأسعار ذروة جائحة كورونا و92 سهماً تحقق ارتفاعاً في أسعارها بأكثر من 100%

بعد انقضاء العام الأول على كورونا .. “مال” ترصد شركات عظمت مكاسبها بسبب الجائحة وأخرى تأثرت سلبا .. تعرف عليها

في عام الجائحة .. «البحري» تعود لنادي المليارات بعد غيابها عنه لعامين وبدعم من أعلى إيرادات في تاريخها

تقرير: “المراعي” ومسيرة النمو .. ربحت 22.6 مليار منذ الإدراج وحصل المساهمون على 39% منها نقدية

 تقرير: بأرباح سنوية في عام الجائحة .. «جرير» تدخل نادي المليارات .. 5 عوامل تدعم مواصلة النمو