الإثنين, 6 مايو 2024

صحيفة صينية: هل ينجح الدوري السعودي لكرة القدم في تحقيق ما فشل فيه الصيني ؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

 تساءلت صحيفة “ثاوس تشاينا مورنينغ” الصينية في تقرير حديث لها “ما إذا كانت كرة القدم السعودية ستفلح في تحقيق ما فشلت فيه الصين؟”، لافتة إلى أن الانفاق الضخم في الدوري السعودي للمحترفين أدى إلى مقارنات لا مفر منها مع الدوري الصيني الممتاز المنكوب -على حد وصفها- وأضافت الصحيفة : هل سيتعلم الدوري السعودي من أخطاء الصين؟

انطلاقة نحو العالمية

 أشار التقرير إلى أن الدوري السعودي في انطلاقه نحو العالمية كان له أساس ثابت مقارنة بالدوري الصيني، وأن الفرق السعودية لها تاريخ بما في ذلك نادي الهلال. واعتبر التقرير أن وصول نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو في يناير الماضي إلى الدوري السعودي غيّر الكثير. حيث انضم رونالدو، أحد أشهر لاعبي كرة القدم وأكثرهم إنجازًا في العقدين الماضيين إلى فريق النصر بعد مغادرته مانشستر يونايتد.

اقرأ المزيد

وأيضا انتقل النجم البرازيلي نيمار، لاعب برشلونة وباريس سان جيرمان السابق، من أوروبا إلى الشرق الأوسط هذا الصيف. فيما أفادت تقارير أن محمد صلاح، مهاجم ليفربول، تلقى عرضًا بقيمة 1.5 مليون جنيه إسترليني أسبوعيًا من نادي الاتحاد، الذي قيل إنه مستعد لدفع 200 مليون جنيه إسترليني للنادي الإنجليزي مقابل اللاعب البالغ من العمر 31 عامًا هذا الصيف. ويضيف التقرير أن ليفربول قاوم عروض الاتحاد، لكنه يتوقع عودتها الى الفريق الإنجليزي في غضون 12 شهرًا.

تجربة مختلفة

وبحسب الصحيفة فإن ألكسندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” قالها صراحة أن الدوري السعودي لن ينتهج الطريقة الصحيحة للتطوير وكرر أخطاء تجربة الدوري الصيني منذ سنوات، معتبرا أن انتقال لاعبين في نهاية حياتهم المهنية مقابل الكثير من المال لا يطور كرة القدم. وقال: أنه ليس تحذيرا. ولكن قد رأينا نهجاً مماثلاً في الصين.

من جانبه قال سعد اللذيذ الرئيس التنفيذي المؤقت ونائب رئيس مجلس إدارة رابطة الدوري السعودي، إن الهدف النهائي للرابطة هو النمو ليصبح الدوري السعودي “واحداً من أفضل الدوريات في العالم بكل المقاييس”. وأقر بأن جميع الطرق المؤدية إلى قمة كرة القدم تقليديًا تؤدي إلى أوروبا، لكنه أصر على أن المملكة ترى “إمكانات هائلة لخلق فرص جديدة للاعبين والمشجعين في آسيا وفي جميع أنحاء العالم”.

وأشار التقرير إلى أن الفرق السعودية لا تلاحق النجوم الكبار فحسب. فهناك روبن نيفيز هو لاعب خط وسط برتغالي يبلغ من العمر 26 عامًا، وحظي باهتمام برشلونة هذا الصيف، لكنه اختار في النهاية التوقيع مع الهلال من نادي ولفرهامبتون واندررز الإنجليزي. والفرنسي ألان سانت ماكسيمين، المهاجم المتألق، الذي ترك فريقًا آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، نيوكاسل يونايتد، إلى الأهلي، ويبلغ أيضًا من العمر 26 عامًا.

موارد محدودة

 اعتبر التقرير ان المقارنات مع الصين في عامي 2016 و2017 تتجاهل الفرق بين القوة الكامنة وراء الطفرة قصيرة الأمد التي شهدها دوري السوبر الصيني، وقوة التطوير التي يقودها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد .

يقول كريستوفر ديفيدسون الأكاديمي والخبير في شؤون الشرق الأوسط،  إن موارد الصين كانت محدودة، مقارنة بالمملكة العربية السعودية. ففي عام 2017، قال ماوريسيو بوكيتينو، مدرب توتنهام هوتسبير آنذاك، إن الدوري الصيني الممتاز “حطم” السوق، فيما قال أنطونيو كونتي الذي كان يدرب تشلسي الإنجليزي حينها: “السوق الصينية تشكل خطرا على جميع الفرق في العالم، وليس فقط على تشلسي”.

ويشير التقرير في مقارنته إلى أن الدوري السعودي يبدأ انطلاقه نحو العالمية من أساس أكثر ثباتًا من نظيره الصيني الذي حاول ذلك عام 2016. فالدوري السعودي يحتوي على أندية ذات تاريخ – وإن كان ذلك في سياق محدود – والهلال هو صاحب الرقم القياسي في الفوز بدوري أبطال آسيا أربع مرات، كما وصل إلى النهائي تسع مرات.

ووفقًا للتقرير فقد أثار المنتخب السعودي في كأس العالم 2022، اهتمام مشجعي كرة القدم في أوروبا وأمريكا الجنوبية، خاصة وأنه أحدث صدمة البطولة في وقت مبكر بفوزه على الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي.

استراتيجية جديدة

وكانت السعودية قد أطلقت استراتيجية تحول عملاقة في  كرة القدم، وتتكون الاستراتيجية من 7 ركائز أساسية، وهي: المسابقات، ووضع مسار لتطوير المواهب، وتدشين كرة القدم النسائية، والتحول التقني، والقوى العاملة، والحوكمة، والتأثير العالمي. وزاد تمويل كرة القدم للشباب بنسبة 162% منذ عام 2021. وقال المسؤول السعودي: “لقد تم وضع أسس قوية من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم على مدى سنوات عديدة، وهو يعمل بجد لإنتاج مواهب سعودية شابة رائعة”. وأضاف: “يقدم الدوري لاعبين عالميين ونماذج يحتذى بها. لافتا إلى أن هذا الدوري له تاريخ طويل يفتخر به، وهو قائم على المواهب السعودية وسيظل هذا هو الحال دائمًا. وقالت الصحيفة إن الدوري الإنجليزي الممتاز الأول على مستوى العالم تقريبًا، حيث يدر أكبر قدر من الأموال ويجذب أكثر مشاهدين، ويوظف أفضل اللاعبين. وهناك سبب للقول بأن الدوري السعودي اليوم يشترك مع المنافسة الإنجليزية الناشئة أكثر من الدوي الصيني المحكوم عليه بالفشل.

وأشارت الصحيفة الصينية إلى أنه عندما تم تغيير اسم الدوري الإنجليزي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، أصبح مأهولًا بالأندية ذات التقاليد والجذب العالمي أكثر من نظيره السعودي الحديث. ويستقطب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2023-2024 مواهبه من 66 دولة. فيما شارك بموسم 1992-1993 الافتتاحي، فقط 13 لاعبًا أجنبيًا في المسابقة.

 

 

 

ذات صلة

المزيد