3666 144 055
[email protected]
كاتب متخصص في رأس المال البشري
رأس المال البشري هو مخزون المهارات و الجدارات / القدرات والصفات ( الشخصية والاجتماعية ) التي تمتلكها القوى العاملة في المنظمة والتي تؤثر على أداء المنظمة بعائد على الاستثمار يفوق التكلفة.
ولتتضح الصورة عمليا عن تأثير رأس المال البشري وقدرته على قلب المعادلة في حال تم الاهتمام به ، استقطابا و تطويرا وتفعيلاً، يمكن للقارئ الكريم التأمل في قصة نهوض كوريا الجنوبية. دولة صغيرة المساحة ( أقل من خمس مساحة المملكة ) وجدت نفسها عام 1957م أمام خيارات محدودة بعد خلاصها من المستعمرين. فلا يوجد أراضي كافية للزراعة ، ولا توجد ثروات طبيعية والناتج الإجمالي للفرد في مصاف الدول الافريقية الفقيرة !
اختارت كوريا الجنوبية الاستثمار في أبنائها من خلال الاهتمام برأس المال البشري على مستوى مخرجات التعليم والتدريب والتأهيل والإبداع وكان هذا الخيار الحكيم للاهتمام برأس المال البشري منذ أكثر من نصف قرن هو الأساس لما نراه اليوم من تقدم جلي للأمة الكورية الجنوبية . استراتيجية اقتصاد المعرفة التي انتهجتها كوريا لم تكن لترى النور بدون التركيز على المورد البشري واعتباره رأس مال فعال قابل للنمو والتطوير والاستثمار بعائد متنامي يفوق أضعاف التكلفة.
رأس المال البشري هو المحرك الرئيس لأي نشاط وعراب أي نهضة اقتصادية في العالم، وبقدر الاهتمام والعناية به بالتوجيه والتطوير واستيعاب الفروقات الفردية وتمييز القدرات المبدعة ستكون النتائج بقدر ابهار سامسونج و هوينداي وال جي وغيرها من شركات نشأت وتطورت فقط من خلال العقول الكورية التي تألقت إبداعا بعد أن وجدت اهتماما ورعاية بنيت على أساس الرهان على رأس المال البشري.
إن السعي الدؤوب لتطوير مخرجات التعليم لتتوافق مع متطلبات سوق العمل لابد أن يرافقها نظرة أشمل ومراجعة مسؤولة عن المقصود بمتطلبات سوق العمل. اعتقد جازماً أنه حان الوقت للنظر من الزاوية الأخرى للارتقاء بمتطلبات سوق العمل لتتواءم مع توقعات طالبي العمل المؤهلين وحث أرباب العمل على الاستثمار في رأس المال البشري السعودي باعتباره أساساً للتنمية.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734