الثلاثاء, 7 مايو 2024

إيران تهدد استقرار سوق النفط العالمي و”أوبك” تواجه أزمة اقتصادية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

في مقاله في صحيفة الهافينتغتون بوست في طبعتها الأميركية ، يشير ماجد رافيزاداه ، وهو محلل وباحث سياسي أميركي من أصول إيرانية في جامعة هارفارد، إلى أنه بعد التوصل مؤخرا إلى اتفاق نووي مدته ستة أشهر بين إيران ومجموعة 5+1 ” أميركا وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا” ، وبعد بعض الإشارات الدالة على السير نحو تخفيف العقوبات على طهران، أصبحت السلطات الإيرانية أكثر حزما وجرأة في فرض سيطرتها وتوسيع دائرة نفوذها في الساحات الإقليمية والدولية، ليس من الناحية الجغرافية السياسية فحسب، بل أيضا من الناحية الاقتصادية.

في هذا الأسبوع، وقبيل اجتماع أوبك المقبل، هددت إيران بإشعال حرب أسعار في أسواق النفط العالمية وحذرت السلطات الإيرانية أيضا أعضاء الأوبك ” ومنهم العراق والكويت وإيران والسعودية وفنزويلا” ، أن طهران سترفع إنتاجها من النفط حتى لو أدى ذلك إلى تعثر أسعار النفط الخام إلى 20 دولارا للبرميل في الأسواق العالمية. وقبل الخوض في سلسلة الاجتماعات المغلقة، قال وزير النفط الإيراني بيجان زنقنة ” تحت أي ظرف من الظروف ، سيصل الإنتاج النفطي إلى أربعة ملايين برميل يوميا، حتى لو انخفض سعر النفط إلى 20 دولارا للبرميل” مضيفا ” لن نتنازل عن حقوقنا في هذه القضية “.

اقرأ المزيد

وبموجب الاتفاق النووي المؤقت ، يسعى القادة الإيرانيون إلى زيادة مبيعات النفط الخاصة بهم من 2.5 مليون برميل يوميا إلى أربعة مليون ،واستعادة مكانتهم في منظمة الأوبك كرقم 2 في الأهمية بعد السعودية بالإضافة إلى ذلك، رشحت إيران لشغل منصب الأمين العام لمنظمة أوبك، الذي يعتبر صوت المنظمة بين الاجتماعات. ، ويشغل المنصب حاليا الليبي عبد الله البدري .

الآثار الاقتصادية لقرار إيران على سوق النفط العالمية

تستطيع الزعيمة الفعلية للكارتل النفطي، أي السعودية بالتعاون مع فنزويلا وبقية الأعضاء إدارة إنتاج النفط في الأوبك، لكن يجب أن يتفق ذلك مع أسعار خام البرنت، وهو معيار عالمي، لذا توازن العرض والطلب فلم يتجاوز ال 100 دولار للبرميل، مع ارتفاع وصل إلى أعلى مستوى خلال شهرين أكثر من 113دولار للبرميل الواحد. صرحت السعودية وفنزويلا أن الأوبك تريد الحفاظ على معدل معين في الإنتاج تحديدا 30 مليون برميل يوميا لتجنب أي انخفاض مفاجئ في أسعار النفط، وكذلك لتحقيق التوازن بين العرض والطلب بشكل أكثر كفاءة. من ناحية أخرى، فإن تحذيرات إيران الجديدة لاتشكل مصدر قلق وضغط فقط على المملكة العربية السعودية، ولكن أيضا على أعضاء آخرين في الأوبك يحاولون الحفاظ على الوضع الراهن في الاختيار، مع ارتفاع سعر النفط فوق 110 دولار للبرميل، في حين يصر وزير النفط الإيراني على ضخ حوالي ثلاثة مليون برميل إضافي يوميا في السوق دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السلبية لهذا القراv، وخاصة بالنسبة لبقية أعضاء أوبك وسوق النفط العالمية. وبالتالي، سيزداد العرض مقارنة مع الطلب على السوق العالمية، و هذا سيؤدي إلى قدر كبير من الانخفاض في أسعار النفط في خام برنت القياسي في الأسواق العالمية، وبالتالي دخل أقل لأعضاء الأوبك. ورغم أن العديد من البلدان لم تهتم لتهديد إيران، إلا أن هذه التحذيرات والتصريحات قد تؤثر على سوق النفط العالمي.

في نفس الوقت، تحاول السلطات الإيرانية استغلال هذه المفاوضات النووية لجذب شركات النفط الغربية، ونقلت صحيفة فاينانشال تايمزعن مهدي حسيني، مستشار وزير النفط الإيراني قوله ،إن الحكومة الإيرانية طورت نموذج “الفوز” بالعقود التي يمكن أن تستفيد منها الشركات الرائدة الغربية والشرقية على حد سواء.

وتحاول الحكومة الإيرانية، وفقا لحسيني، تغيير النظام الحالي أيضا لعقود إعادة الشراء، الذي لا يسمح للشركات الأجنبية لحجز احتياطي أو اتخاذ حصص في النفط الإيراني، والغاز، أو المشاريع الأخرى. ويمكن رؤية هذا على أنه تحول كبير في صناعة النفط الإيراني الذي تعرض للاستثمار الأجنبي قليلا في حقول النفط والغاز بسبب العقوبات الدولية، فضلا عن الموقف العدائي ضد الاستثمار الأجنبي في الجمهورية الإسلامية.

التوترات الجيوسياسية بجوار الأزمة الاقتصادية

إذا كانت إيران لا تحترم الأهداف الفردية لمبيعات النفط في السوق العالمية والحصص المقررة من جانب أعضاء أوبك، فإن محاولات طهران ستؤدي بالتأكيد إلى تخمة نفطية ، وتوتر لن يقتصر على الاقتصاد، بل سيتعداه إلى الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة، ولا سيما بين أعضاء أوبك.

ملخص رسالة زنقنة لأعضاء أوبك: “لا قتال” مع أهداف إيران لضخ ملايين البراميل الإضافية يوميا في السوق النفطية العالمية .

ذات صلة

المزيد