الأحد, 5 مايو 2024

مستقبل الاقتصاد في السعودية..مدينة الملك عبدالله أنموذجا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

يقول دكتور باراغ كانا مؤلف كتاب “العالم الثاني:الإمبراطوريات والتأثير في النظام العالمي الجديد” المنشور في عام 2008:تتصدر السعودية عناوين الصحف هذه الأيام لمعارضتها مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي ،وما يضاعف المخاوف السعودية هو تناقص الاحتياج الغربي لاحتياطياتها النفطية بسبب التراكمات الضخمة للزيت الصخري في الولايات المتحدة ، بالإضافة سعي العديد من البلدان إلى التحول اقتصاديا بعيدا عن النفط.

هناك قصة أخرى ،تتمثل في كون السعودية بالكاد مرئية لأولئك الذين يسافرون فقط إلى الرياض أو المجمعات العسكرية و النفطية في الظهران والدمام.

اقرأ المزيد

يقول باراغ “في زيارتي الأولى إلى جدة، العاصمة التجارية للبلاد التي تقع في أقصى الغرب على شاطئ البحر الأحمر، شاهدت تطورا في بيئة العمل وتوسعا هائلا في البنية التحتية بهدف خلق وظائف وتنويع الاقتصاد،. تكتظ دائما رحلات الطيران إلى جدة برجال الأعمال العرب والغربيين، حتى في غير موسم الحج نظرا لقربها من مكة المكرمة”.

مثل دول عربية أخرى، تواجه السعودية أزمة ديموغرافية، حيث زاد عدد السكان من 3 مليون عام 1950 إلى 30 مليون عام 2013 ونصف هؤلاء تحت سن 25 عاما، وبحلول عام 2020 ، تحتاج البلاد لمضاعفة وحدات الإسكان من 4مليون إلى 8 مليون وحدة سكنية .

حول مدينة جدة، يمكن للمرء أن يرى هذا الجهد يجري بوتيرة لا مثيل لها في العالم العربي.هذه المدينة الساحلية اليانعة نسبيا تعج بالحركة لأكثر من 3 مليون نسمة ومركزا لأرخبيل من التطورات العمرانية الجديدة التي تمتد مئات الكيلومترات إلى الشمال والجنوب على حد سواء.

من المشاريع التي تمثل نموذجا فريدا:مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

“KAEC”التي جذبت كبار المستثمرين والمقيمين في مدينة جمعت بين الاقتصاد المتخصص بالصناعات المستهدفة والأحياء القادرة على استيعاب 2 مليون نسمة.في أواخر شهر نوفمبر الماضي، نظمت مدينة الملك منتدى CityQuest وهو أول حدث عالمي يهتم بمشاريع المدن الجديدة بالشراكة مع مؤسسة نيو سيتيز العالمية ، وهي مؤسسة غير ربحية تتخذ من فرنسا مقرا رئيسيا لها.

وفي تصريح لفهد الرشيد، الرئيس التنفيذي للمدينة الاقتصادية يقول”تشهد المدينة أول خصخصة حقيقية على نطاق واسع ،هدفنا أن تصبح المدينة مركزا لوجيستيا عالميا ومركزا إقليميا للصناعات بدءا من الأدوية والسلع الاستهلاكية وانتهاء بتجميع السيارات والمواد البلاستيكية”.

تعد مدينة الملك نموذجا للاستثمار الضخم لإعداد وتثقيف أجيال المستقبل في السعودية، لإنعاش الاقتصاد الوطني بعيدا عن البتروكيماويات، وكذلك للاستفادة من جغرافية البحر الأحمر وموقعه الاستراتيجي.

في الوقت الحاضر،تتجه 70 ٪ من البضائع التي تفرغ في ميناء جبل علي في دبي إلى السعودية.ولكن مع تشييد الميناء الجديد في مدينة الملك، فإن السفن القادمة من أوروبا وآسيا ستجد منفذا أكثر ملاءمة بالقرب من قناة السويس ، الذي من خلاله سيمر 25 ٪ من بضائع الشحن في العالم كل عام.لهذا السبب، خططت شركة جاكوار لاند روفر لبناء مصنع تجميع جديد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، مما يجعلها مركزا إقليميا لتصدير السيارات الراقية إلى الدول العربية الأخرى، وكذلك لمنطقة البحر الأبيض المتوسط .

تتضمن مشاريع مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أيضا بذور الاقتصاد السعودي المتنوع التي يعمل فيها الرجال والنساء معا في قطاعي الخدمات والتكنولوجيا.

وحتى اليوم، اشترت أكثر من 50 شركة أراض في المدينة وبدأت في بناء المصانع وتجهيزالمعدات ،بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة أول مختبر متخصص للابتكار في البلاد Sinnova ، وقريبة من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا، التي تم تطويرها بالتعاون مع الجامعات الغربية الرائدة وتركز على الابتكار في العلوم البيئية وهندسة المحاصيل ،وهذه هي المجالات الرئيسية الداعمة للاقتصاد السعودي بعد النفط .

يقول جون ماكومبر، وهو أستاذ في مدرسة هارفارد للأعمال المتخصص في تمويل المدن المستدامة والتنافسية، “لايمكن أن تنجح مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إلا إذا استمرت في إقناع المستثمرين بأن نظام الرقابة والضرائب سيكون سريع ،فعال وشفاف، وبأن الأعمال التجارية والحياة الاجتماعية ستكون غير مقيدة وتحظى بالدعم الكامل ، هي الآن تحت الاختبار لمعرفة فيما إذا كانت بذورها ستزدهر باكرا أم لا “.

تشكل مثل هذه المؤسسات وفرص العمل الجديدة إحدى الدوافع الرئيسية لإغراء سكان جدة للاتجاه شمالا نحو مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ، حيث يمكنهم التمتع بنسيم البحر الأحمر دون أي ازدحام ،ولعب كرة القدم على حقول العشب الخضراء المزروعة بين Sinnova والبحر، أو التسكع في المقاهي على الشاطئ الرملي.

وحتى لا تبقى جدة بعيدة ومعزولة عن المراكز التجارية حول العالم ، يجب التخطيط من الآن لبناء خطوط السكك الحديدية و طرق سريعة تشكل جسرا بريا عبر الصحراء الشاسعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض ، فهذه المدينة هي قبلة الناظرين من الشرق والغرب ، وسوف تكون الوجهة الرئيسية للمسافرين القادمين من جسر باب المندب مستقبلا ، هذا الجسر الذي سيربط بين اليمن و جيبوتي وتتفاوض اليوم مجموعة تنمية الشرق الأوسط السعودية برئاسة رجل الأعمال طارق بن لادن ،ومقرها الرئيسي مدينة دبي لبنائه بتكلفة تتراوح بين 10 إلى 20 مليار دولار ، وفي حال إتمام المشروع سيكون أطول جسر في العالم ،وسيخدم المشروع في حال تنفيذه التبادل التجاري بين دول الجزيرة العربية ودول القرن الإفريقي ، وسيعمل أيضا على خدمة الاقتصاد لدول المنطقة وتسهيل عملية الانتقال للمواطنين والحركة التجارية.

يذكر أن الشركة السعودية هي إحدى شركات الجيل الثالث لأسرة بن لادن.

في أي مجتمع ،يجلب الانفتاح الاقتصادي بوادرالتغيير، في النسيج الاجتماعي، والسعودية لن تختلف عن بقية المجتمعات في هذه السنة .

ذات صلة

المزيد