الإثنين, 17 يونيو 2024

هل بلغت العولمة نهايتها؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

في مستهل العام 2014، دعونا نلقي نظرة على واحدة من أعظم أنماط القرن الماضي.. ربما أنت تجلس في شيكاغو حاليا، ولكن التلفاز أمامك صنع في اليابان، وخفك ربما في منتج صيني وقهوتك ربما من كينيا.. العولمة كان لها تأثير على كافة ما حولنا.. والآن لنطرح السؤال الأبرز.. هل وصلنا إلى نهاية العولمة؟.

فخلال العقود الثلاثة الماضية كان هناك توجه راسخ للتجارة.. فالتجارة العالمية توسعت بنحو ضعفي وتيرة الاقتصاد العالمي، على سبيل المثال خلال الفترة ما بين 1988 و2007، نمت في المتوسط بواقع 6.2 في المائة سنويا، بحسب منظمة التجار العالمية، في الوقت الذي شهد فيه الناتج المحلي الإجمالي للعالم نمواً بنسبة 3.7 في المائة، أي قرابة نصف المعدل الأول.

وخلال العامين الماضيين حدث شيئا غريبا، فمعدل نمو التجارة العالمي انخفض على نحو درامي دون معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو تغيير يدفعنا للتساؤل: هل تنقل البضائع حول العالم المثير للدهشة بلغ أوجه، وعلى نحو ما؟ هل استنفدنا المحرك تجاه المزيد من العولمة؟

اقرأ المزيد

أنها أطروحة مثيرة للأعجاب.. العالم شهد تطورات تاريخية خلال العقود الأخيرة: الإنترنت: انفتاح الصين، وبزوغ الأسواق الناشئة، السفر الرخيص والسريع، كل هذه الأنماط قادت إلى تسريع هائل في التجارة العالمية.

لكن، هل بلغت هذه الأنماط أو الاتجاهات ذروتها؟ هل سيضع الاختراع الكبير المقبل، الطابعات الثلاثية الأبعاد، على سبيل المثال، نهاية للحاجة للمزيد والمزيد من التجارة؟ تخيل عالم أنت فيه بحاجة إلى صنوبر جديد لحمامك، فعوض التوجه إلى المتجر المحلي المتخصص في بيع صنابير مياه منتجة في الصين، جل ما انت بحاجة إليه الآن هو “طباعة” صنوبر الماء وأنت مرتاح في منزلك.. الناس أيضا أصبحوا أكثر اهتماما بالمنتجات المحلية مقارنة بالماركات الدولية.

لقد أشار جوشوا كوبر رامو في مقالة منشورة بمجلة “فورشن”، إلى تنامي في “المحلية” – الصناعة المحلية، المصرفية المحلية، وحتى الموارد الغذائية والمطاعم محلية.. هل هي ببساطة وقفة مؤقتة أم مغزى وأبعاد أكبر؟ هذا سؤال يعتمد رده على السياسة.

آخر مرة شهد فيها العالم فترة متسقة من حيث تخلف نمو التجارة الدولية وراء النمو العالمي كان في فترة العشرينات والثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، واسط ارتفاع في السياسات الحمائية كرد على الكساد العظيم واختلال معايير الذهب، ففي مرحلة ما، بدأت الحكومة الأمريكية بفرض رسوم جمركية بلغت نحو 60 في المائة، في تحرك الهدف منه حماية المزارعين المحليين، لكن على النقيض، لقد فأقم ذلك من الكساد وأدى لتراجع حاد في التجار وموجة من التدابير الحمائية المضادة التي اتخذتها دولا أخرى كردة فعل.

العالم تلقن دروسا من فترة الكساد العظيم، لكن ربما ليس على النحو المطلوب، فحسب منظمة “غلوبال تريد أليرت” نحن في وسط ارتفاع هائل للحمائية، ففي فترة العام التي استبقت مايو/أيار 2013، اتخذت حكومات العالم تدابير حمائية أكثر بواقع ثلاثة مرات من التوجه نحو الانفتاح، والسياسات المناهضة للتجارة، في أوج نقاطها منذ الأزمة المالية عام 2008، وبحسب معهد بيترسن، كلفت تلك التدابير التجارة الدولية 93 مليار دولار في 2010.

لكن هناك أخبار طيبة في نهاية المطاف، فلقد أجازت منظمة التجارة العالمية الشهر الماضي لاتفاقية تاريخية تحمي بقائها، أنها مجرد بداية صغيرة لكثير يتوجب انجازه، فالعولمة والتجارة قدمتا فوائد هائلة للناس، تحديدا الفقراء، من تمكنوا من الفكاك من براثن الفقر بنمو متسارع وأكثر تواصلا للاقتصاد العالمي، لكن العولمة لن تستمر بالصدفة أو خلسة على السياسيين المساعدة في ذلك.

ذات صلة

المزيد