الإثنين, 20 مايو 2024

المستشار الآلي.. تكنولوجيا الحلول المالية

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

54000

يستخدم المستشار الآلي اليوم، وهو برنامج حاسوبي ينشئ المحافظ الاستثمارية ويديرها، بتكلفة أقل من المستشارين الماليين. كما يرجح توظيف مثل هذه المنصات من قبل الخبراء في هذا القطاع، بوصفها طريقة لتبسيط عمل الشؤون المالية. ومثال ذلك ضمن هذا المجال، شركة (بيترمينت-Betterment) التي عقدت مؤخراً علاقة استراتيجية مع شركة (فيداليتي لخدمات الثروة المؤسسية- Fidelity Institutional Wealth Services) تتيح استخدام المستشارين الماليين المسجلين على منصاتها، للاستفادة من خدماتها مع العملاء الحاليين، وجذب عملاء جدد.

وفيما تعد هذه النسخة تطوراً لنشاط الاستثمار المالي التقليدي الذي يمر بمرحلة انتقالية، تقول هانا شو غروف، مؤسسة مجلة (برايفت ويلث-Private Wealth): “تتعلق الفرص الكبرى في المراحل المبكرة من منصات المستشار الآلي بالتكلفة وقابلية القياس. وهو يعتمد على الحلول التكنولوجية للتعامل مع النشاطات التي يستخدمها لإدارة عمله. وهذا سيؤدي إلى توفير التكاليف وتحقيق الكفاءات التشغيلية القادرة على تحسين الربحية، أو نقلها إلى العملاء.” حسبما تناولته” فوربس”.

اقرأ المزيد

أما النسخة الثانية منه، فهي مصممة لتزويد نصائح مالية واستثمارية شاملة، ومتخصصة لتلبية حاجات ورغبات العملاء. كما يمكن تحقيق ذلك عبر الحوسبة الإدراكية، ومثال ذلك: يتفاعل نظام حاسوب الذكاء الاصطناعي الذي أنتجته شركة (آي بي إم-IBM) (واتسون-Watson) مع الناس بناء على شروطهم. فهو قادر عى قراءة وفهم اللغة الطبيعية، بالإضافة إلى قدرته على التفكير والتعلم. وبالتالي سيُستخدم واتسون أو أي حاسوب مشابه لتوفير النصائح والحلول، فيما يتعلق بمجال واسع من الخدمات المالية التي يوفرها المستشارون الماليون ووكلاء التأمين، على الحياة وسلطات الضرائب والمصرفيين والمحامين.

كما ستدمج الحوسبة الإدراكية مع الخدمات المالية تدريجياً، مما سيكون له أثر على إحداث نقلة كبيرة في القطاع من مختلف النواحي. وبينما سيختار عدد معين من المستثمرين استخدام منصات النسخة الثانية من المستشار الآلي فوراً ليستغنوا عن التفاعل البشري، سيبقى التطبيق الأكثر جدوى ضمن خبراء القطاع الذين سيدمجون الإمكانات المحسنة مع ممارساتهم، للحصول على نتائج يمكن قياسها. وترى غروف أن قدرات المستشارين الآليين ستصبح عنصراً مؤثراً مستقبلاً، وبالتالي سيتمكن الخبراء من  توفير حلول تكنولوجية متطورة لعملائهم بمزيد من الشفافية والاستجابة.

وإلى جانب هذه الثورة، من المرجح أن يكون هناك تطورات عدة مع ظهور التكنولوجيا الحديثة، ففي النسخة الـ3 من المستشار الآلي، ستتم إضافة الخبرة العملية إلى الخبرة التقنية الموجودة في النسخة الثانية، وذلك لابتكار ما يشبه المكتب الشخصي. أي أن المزيد من أصحاب الثروات سيحصلون على استشارة جيدة من عدد أقل من الخبراء. تقول غروف:” ستجذب هذه الحلول التي سيتم توفيرها بشكل أسرع وأرخص ثمناً، مزودي الخدمة والعملاء على حد سواء.” إلا أنها تشير إلى الأثر الذي قد تحمله النسخة الـ3 على قطاع الاستشارات قائلة: “في المستقبل، أتوقع وجود عدد أقل من المستشارين رفيعي المستوى، لكنهم سيكونون أكثر كفاءة مما لدينا اليوم.”

ومن المتوقع أن يترك عدد كبير من الخبراء هذا المجال، ليتابعوا مجالات مربحة أكثر. في حين سيضطر آخرون إلى التأقلم مع أدوارهم المحدودة والأقل ربحية، مثل: تنسيق العلاقات والتسويق، وهذا سيسهل عمل المستشار الآلي على نحو أكبر.

ذات صلة

المزيد