السبت, 18 مايو 2024

كيف قرأ الاعلام الدولي طرح “أرامكو” للاكتتاب؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

اقرأ المزيد

ارامكو

أثار الإعلان عن دراسة طرح أسهم شركة “أرامكو” للاكتتاب ردود أفعال كبيرة في الإعلام الغربي، وتباينت التكهنات بشأن حجم الحصة التي تعتزم السعودية طرحها في الإكتتاب، وطرحت الكثير من التساؤلات بشأن قيمتها السوقية.
فرحبت صحيفة (التليغراف) البريطانية تحت عنوان ” رامكو” تعلن رسميا خطتها لطرح أسهمها في اكتتاب عام” بالقرار، مشيرة الى أن الشركة التي تسيطر على أكبر حقول للنفط في العالم، ستتمكن بهذه الخطوة من توفير الأموال التي تحتاجها المملكة العربية السعودية.
وقال الكاتب اندرو تروتمان أنه في حال مضت “أرامكو” في خطتها لطرح أسهمها فإنها ستكون منافسا لشركة “أبل” التي تبلغ قيمتها السوقية حوالى 530 مليار دولار (1.98 تريليون ريال)، وتعتبر أكبر شركة مدرجة في العالم. واعتبر تروتمان أن طرح أسهم شركة النفط للمستثمرين سيكون التغيير الأكثر دراماتيكية في السياسة الاقتصادية للمملكة.
ويري ترومان أن القرار يتسق مع توجه السعودية للإصلاحات الإقتصادية، بما في ذلك خصخصة مختلف قطاعات الإقتصاد السعودي وتحرير الأسواق، لا سيما وأن “ارامكو” اعتبرت أن الخطوة من شأنها تعزيز تركيز الشركة على النمو الطويل الأجل، والإدارة الحكيمة للإحتياطات. لافتا الى أن نظرا لحجم الشركة فإن إدراج أسهمها في السوق سيوفر مبالغ كبيرة في ظل الضغوط التي يعاني منها الإقتصاد.
من جانبها وصفت وكالة (بلومبيرج) الإخبارية القرار بأنه “صادم”، مشيرة الى أن أحد المستشارين الماليين عند سماعه للقرار أصيب “بصدمة”. وقالت الوكالة الأمريكية أن أغلب المصرفيين الذين يقومون بأعمال في الشرق الأوسط والذين أستطلعتهم (بلومبيرج)، أستقبلوا القرار بشئ من التشكيك.
ويري خمسة من المصرفيين الذين أستطلعتهم الوكالة وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم أن الأعمال الداخلية لأرامكو “مبهمة”، الأمر الذي يجعل قيمتها الحقيقية غامضة، الى جانب التوقيت، الذي جاء فيه القرار، فسعر النفط حاليا في أدني مستوياته خلال عقد من الزمان، مشيرين الى أن مناقشات جرت في السابق حول أجزاء صغيرة من أعمال أرامكو، معتبرين أن قرار طرح إكتتاب عام أولي للمشروع جميعه قد يعتبر “نكتة”.
وأضافت (بلومبيرج) أن “أرامكو” تصل قيمتها الى (1 – 10) ترليون دولار، مما يجعلها الشركة الأعلى قيمة في العالم، وفقا لمذكرة جيسون توفي الاقتصادي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط من مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس” للأبحاث ومقرها لندن، مشيرة الى أن الإكتتاب الأكبر في صناعة النفط كان منذ عقود من الزمن، لشركة روسنفت الروسية، حيث كانت حصيلة الطرح العام الاولي القياسي لاسهمها أكثر من 10 مليارات دولار.
من جانبه قال إستراتيجي النفط في وكالة (بلومبيرج) جوليان لي أنه حتي إذا باعت السعودية حصة صغيرة يمكن أن تفوق قيمتها بسهولة الإكتتاب العام الأولي لشركة علي بابا القابضة المحدودة التي وصلت الى 25 مليار دولار وهو الأكبر على الأطلاق. واستبعد المحلل النفطي إدراج الشركة في أكبر بورصة في الشرق الأوسط – في إشارة الى السوق السعودية – وعزا الأمر الى أن ذلك يتطلب من الحكومة منح المستثمرين معلومات أكثر تفصيلا حول احتياطات أرامكو، والقدرة الإنتاجية – الأمر – الذي تعتبره الدولة النفطية الأكبر أنه من أسرار الدولة.
ومضت صحيفة (وول ستريت جورنال) في ذات الإتجاه حيث تساءلت تحت عنوان “هل تعادل قيمة أرامكو قيمة إكسون 20 مرة ؟”، لافتة الى أن إعلان أرامكو عزمها على طرح إكتتاب أولي أثار تساؤلا حول قيمتها السوقية، ونقلت الصحيفة عن المستشار السابق بوزارة النفط السعودية محمد الصبان قوله أن القيمة السوقية لأرامكو تفوق الـ10 ترليون دولار، واستبعد الصبان وعدد من المحلليين في مجال النفط في حديثهم للصحيفة أن تطرح الشركة جميعها للاكتتاب، والذي يتطلب الكشف عن تفاصيل كثيرة، مرجحين أن تطرح السعودية جزء صغيرا منها أو ملحقاتها من المصافي أو العمليات الكيميائية، لافتا الى أن الإكتتاب وإن صغر حجمه الا أنه سيجعل أرامكو أكثر فاعلية وأكثر كفاءة.

ذات صلة

المزيد