3666 144 055
[email protected]
رئيس تنفيذي لشركة استثمارية – دبي
ahmad_khatib@
تعريف المضاربة في أسواق المال أنها الدخول في صفقات عالية المخاطر والخروج منها في وقت سريع. يستهدف المضارب بالتأكيد عائدا مرتفعا يفوق نسبة المخاطرة التي يأخذها. باللغة الانجليزية تسمى المضاربة speculation وتعريفها اللغوي هو التكهن أو التخمين وهو فعلا ما يقوم به المضارب لأنه يتكهن بحركة السعر خلال وقت قصير بدون أن يلقى أي أهمية للعوامل الاقتصادية للأصل الذي يضارب به.
مشكلة تصنيف المتداول لنفسه أصبحت شائعة، اذا اشترى وربح في الصفقة قال انه مضارب. اما اذا عاكسه السوق قال انه مستثمر. لا يهم نوعية التسمية التي يطلقها على نفسه اذا كان يعرف أهدافه ويعمل على تحقيقها. بالاضافة الى ذلك فإن مبدأ العائد مقابل الاستثمار يكاد يكون مهمشا كليا من قبل المتداولين. المضارب يدخل في صفقة مخاطرتها عالية ولكن العائد لذي يتوقعه أعلى.
لا يمكن على الإطلاق أن ينجح في كل صفقاته، لذلك فهو بحاجة الى ان يحقق عوائدا اعلى في الصفقات الرابحة. فعلى سبيل المثال اذا كانت مخاطرة الصفقة 10% فهو يريد أن يكون العائد عند النجاح أكبر من ذلك. في الواقع اليومي أرى أشياء عجيبة. تجد المتداول مستعدا لأن يصبر على خسارة ب 50% مقابل تحقيق أقل من 1% بعد ذلك. هذه عشوائية وبالأكيد سينتهي الشخص خاسرا.
المضاربة تمنح احتمال تحقيق أموالا طائلة، وأيضا كانت السبب في تدمير حياة الكثيرين. المضاربة للمحترفين فقط وهم يستخدمون معادلات رياضية معقدة لحساب المخاطر مع التحليل الفني المتطور. المضارب الناجح غالبا يكون عدد صفقاته الخاسرة أكبر من تلك الناجحة، وهو يعوض ذلك بتحقيق أرباح أكبر عند النجاح. المضارب يلتزم بوقف الخسارة مهما كانت الظروف فهو يعرف أن السوق لن يغلق أبوابه، وهو لا يعلق نفسه في الخسائر اعتمادا على الشائعات أو الاّراء التافهة. أي تعلق في خسارة يجلب الويلات لمحفظة المضارب وهو قطعا لا يريد ذلك. في التاريخ، المضاربون الذين كونوا ثروة قاموا بكل ما سبق والتزموا به. كما أن معظمهم توصل إلى معادلة ناجحة بعد تكبد خسائر موجعة.
لماذا الحديث عن المضاربة في الفترة الحالية؟
الحديث عنها هو للتحذير منها وليس للتشجيع عليها. بعد هبوط الأسواق مؤخرا بدأت أرى من يشجع الناس على المضاربة في مختلف الأسواق بحجة أنها أجدى من الاستثمار في الأوضاع الحالية. فجأة انقلب الناس من مستثمرين عشوائيين الى مضاربين عشوائيين. في الحالتين هم خاسرون للأسف ويلومون غيرهم.
الفترة المقبلة فترة صعبة جدا في أسواق المال في كل العالم والأفضل لكل شخص أن يتريث ويفكر بهدوء. الانجراف وراء مقولة أن الأزمات تصنع الثروات سيجلب المصائب. أعتقد أن المقولة يجب أن تكون كالتالي : “الأزمات تصنع الثروات- لكن ليس للعشوائيين”.
من خسر الكثير في فترة الأسواق المنتعشة لا يمكن أن ينقلب بين ليلة وضحاها الى ثري كبير في الأسواق الصعبة. أي كلام من هذا النوع للأسف هو يلعب على الغرائز أكثر من استخدام المنطق.
في الأسواق والأوضاع الاقتصادية الصعبة حافظ على سيولتك وفكر بهدوء، سيكون وضعك أفضل من غيرك فيما بعد.
الخطيب
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734