وسط زخم متوقع للاكتتابات في 2022 .. شركتان تم الإعلان عنهما و50 طلباً بانتظار الموافقة .. وهذه قائمة بشركات يتطلع المستثمرون لطرحها

بعد تنفيذ عدد من الطروحات الأولية والتي حققت أرقاماً قياسية من حيث الأموال المجمعة فيها، ونسب التغطية سواء من الأفراد أو المؤسسات، مثل أكواباور والعربية لخدمات الإنترنت والاتصالات “سلوشنز” ومجموعة تداول، تشير التصريحات الرسمية إلى أن العام 2022 ينتظر زخماً في الاكتتاب الأولية ربما يفوق المحقق في 2009، وربما يكون الأعلى منذ 2007، حيث وصل عدد الاكتتابات الأولية بالسوق الرئيسية حينها إلى 26 اكتتاباً.

وكشف رصد لصحيفة مال أن هناك شركتين حصلتا على موافقة هيئة السوق المالية ومن المفترض أن يتم الاكتتاب عليهما بالربع الأول أو الثاني بحد أقصى، حيث تعلن الهيئة عادة أن موافقتها سارية لمدة 6 أشهر فقط، والأولى شركة أنابيب الشرق المتكاملة للصناعة، وحصلت على الموافقة في 29 سبتمبر الماضي وبذلك من المفترض أن يتم الاكتتاب على 30% من أسهمها قبل 29 مارس المقبل، والثانية شركة دار المعدات الطبية والعلمية، وتمت الموافقة عليها في 3 نوفمبر وبالتالي من المفترض أن يتم الاكتتاب عليها قبل 3 مايو 2022.

ووفقاً لتصريح الرئيس التنفيذي لمجموعة تداول السعودية، خالد الحصان، فإن المجموعة تلقت 50 طلباً من شركات للاكتتاب العام الأولي في 2022، وذكر أن ما بين 20- 25% من تلك الطلبات ستدرج بالسوق الرئيسية.

وأشار الحصان إلى أن تداول تدرس أيضاً ما إذا كان هناك إمكانية لإدراج شركات الشيك على بياض المعروفة كذلك باسم شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص بإدراج أسهمها في البورصة.

وتجمع شركات الاستحواذ ذات الغرض الخاص الأموال لشراء شركة خاصة بغرض طرحها في البورصة بوسيلة أسرع من انتظار طرح عام أولي بالنمط التقليدي، وتدرس تداول وفقاً ل “الحصان” نماذج أعمال ومدى تقبل السوق في المملكة لمثل تلك الشركات، خاصة وأنه لم يطرح إطار قانوني لها بعد.

ويأتي ذلك بعد أن استطاعت السوق المالية السعودية الرئيسية أن تسجل عدداً من الاكتتابات في 2021 هو الأكبر لها (9 اكتتابات) خلال 12 عاماً، وتحديداً منذ العام 2009 حيث بلغ عدد الطروحات حينها 11 اكتتاباً (وذلك مع استبعاد الصناديق العقارية المتداولة والتي تم طرح 17 منها خلال السنوات الماضية).

وتشجع حكومة المملكة المزيد من الإدراجات حيث تسعى لتعميق أسواق رأس المال بموجب إصلاحات تهدف إلى التقليل من اعتمادها على النفط، وفقا لرؤية 2030.

وهناك عدد من الشركات التي ينتظر المستثمرون طرح أسهمها للاكتتاب العام، ومنها وحدة الكيماويات المتخصصة التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، والمملوكة بدورها لشركة أرامكو بنسبة 70%، وتقدر قيمتها السوقية بنحو 91 مليار دولار (وفقا لإغلاق الأحد 19 ديسمبر).

بالإضافة إلى شركات مثل شركة بيرين وهى إحدى شركات المياه المعبأة في المملكة المعروفة، حيث تدرس طرح حصة من أسهمها للاكتتاب العام، وشركة سال السعودية للخدمات اللوجستية، عضو المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، وشركة المدارس المتقدمة، وهي شركات وردت أنباء عن تعيينها مستشارين ماليين بهدف إدراج أسهمها بالسوق، ولم يتم الإعلان عن ذلك بشكل رسمي.

وأوردت شركة مركز إيداع الأوراق المالية “إيداع” على موقعها، قائمة من الشركات تحت اسم “الشركات غير المدرجة”، إلا أنه ومن الملاحظ أن عدداً من الشركات التي تم إدراجها مؤخراً، كانت ضمن تلك القائمة، وبالتالي يمكن الاسترشاد بها على الشركات التي قد تطرح أسهمها للاكتتاب، سواء بالسوق الرئيسية أو سوق نمو، وتضم هذه القائمة 94 شركة، ضمن مجالات مختلفة.

و”إيداع” هي الشركة المتخصصة في الأعمال المتعلقة بإيداع الأوراق المالية وتسجيل ملكيتها ونقلها وتسويتها ومقاصتها، وتسجيل أي قيد من قيود الملكية على الأوراق المالية المودعة

وكان من ضمن هذه القائمة عدد من الشركات التي يتطلع المستثمرون إلى طرح حصص منها للاكتتاب العام، والتي في حال تم طرحها قد تشهد إقبالا على أسهمها، حيث تعمل أغلبها في أنشطة لا توجد شركات منافسة لها بالسوق المالية، مثل شركات الطيران وشركات الألومنيوم وشركات البريد والتدوير، وخدمات التأمين (وليس التأمين كنشاط)، والوساطة المالية، بالإضافة إلى عدد من الشركات الأخرى التي تزاول أنشطة عالمية أو عبارة عن مجموعة تجارية متكاملة من شركات متنوعة الأنشطة.

ونختار من تلك القائمة، شركة مجموعة عبداللطيف العيسى القابضة والتي تأسست في 1940، وهي عبارة عن مجموعة تجارية متكاملة من شركات متنوعة الأنشطة، ومجموعة العبيكان للاستثمار التي تأسست في 1982 ونمت من مجرد مطبعة واحدة لتصبح شركة رائدة متعددة الجنسيات في التعبئة والتغليف والتعليم، من أكبر 100 شركة في المملكة، ويعمل لديها أكثر من 3000 موظف في 16 دولة. تمتلك خطوط أعمال متنوعة.

أيضاً شركة ألمنيوم التيسير “تالكو” والتي تأسست في 1976كشركة مُصنعة للأبواب والنوافذ وخزانات المطابخ، وحالياً تقدم خدماتها لأربعين دولة بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي وشرق آسيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في العديد من المجالات المرتبطة بالألومنيوم. والشركة العالمية للألمنيوم “الينكو” والتي تأسست في 1984، وهي شركة تصنيع متكاملة متخصصة في تطوير وإنتاج منتجات الألومنيوم المسحوب و فتحات التكييف المركزي، وفلاتر تنقية الهواء والغرف المعزولة.

وشركة طيران ناس التي تأسست في 2007 وهى شركة متخصصة في الطيران الاقتصادي الرائد في المملكة العربية السعودية، ومملوكة لعدد من كبار رجال الأعمال بالمملكة. والشركة السعودية للخدمات البريدية القابضة والتي تأسست في 2008 وتعمل الشركة في نقل الرسائل والطرود البريدية وتقديم الخدمات البريدية والخدمات المساندة للأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات في جميع مناطق ومدن المملكة وخارجها. وشركة تدوير البيئة الأهلية التي تأسست في 2015 كشركة رائدة ومتخصصة في إعادة تدوير مخلفات الأجهزة الإلكترونية والكهربائية WEEE Recycling في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كذلك من الشركات التي تعمل في مجالات ليس لها منافس داخل السوق حاليا الشركة السعودية للمختبرات الخاصة “مطابقة” 2006 وتُعد من كبريات الشركات في المملكة العاملة في مجال خدمات الفحص والاختبار والمطابقة مساندة الهيئات والجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص للمساهمة في تطوير هذا القطاع وتأمين جودة وسلامة المنتجات والممتلكات. وشركة نجم لخدمات التأمين التي تأسست في 2007 لتقديم خدمات احترافية ومبتكرة لشركات تأمين المركبات والأفراد الذين تعرضوا لحوادث سير وفقاً لمتطلبات كل حادث.

كما ضمت القائمة أيضاً عدد من شركات الوساطة وهو مجال لم يتم إدراج أي من الشركات العاملة فيه بالسوق حتى الآن، وشركة قنوات الاتصالات السعودية “قنوات” والتي تأسست في 2008 وتعتبر قنوات الذراع البيعي والتوزيعي لمجموعة stc وواحدة من الشركات الرائدة في مجال البيع والتوزيع لقطاع الاتصالات في الشرق الأوسط وتمارس نشاطها في مجموعة من دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت‎)، والشريك الأول لأعمال كبرى شركات الاتصالات في المنطقة عبر تقديم حزمة من الخدمات والحلول البيعية والتوزيعية المنوعة، وربما وبعد النجاح الذي حققته مجموعة stc في طرح سلوشنز التابعة لها قد نرى طرح قنوات أيضاً قريباً.

ومن المتوقع استمرار الطفرة في عدد الاكتتابات الأولية خلال السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن يشهد السوق السعودي طرح 53 شركة لأسهمها بالسوق الرئيسية فقط، وفقا لتوقعات شركة الجزيرة كابيتال، بالإضافة إلى 25 شركة في السوق الموازية نمو.

ومما يدعم التوقعات باستمرار الطفرة الحالية في الاكتتابات على مستوى السوق المحلية نمو الاقتصاد المحقق والتوقعات المتفائلة لنسب النمو خلال الأعوام المقبلة، حيث أصبحت المملكة أحد الوجهات الجاذبة للاستثمار في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، ومن الدلائل على ذلك الزيادة في الاستثمار الأجنبي والسيولة المرتفعة بالسوق المالية، حيث تجاوز متوسط قيم التداولات اليومية ال 9 مليارات ريال، وهو الأعلى منذ 2007 وفقا لإحصائية قامت بها “مال” في وقت سابق.

بالإضافة إلى إعلان وزارة المالية السعودية الميزانية التقديرية للعام 2022، والتي بينت ان الإيرادات المتوقعة تبلغ 1045 مليار ريال، والمصروفات المقدرة 955 مليار ريال، وبالتالي سيكون هناك فائض ب 90 مليار ريال، وذلك للمرة الأولى منذ العام 2013.