1.4 مليار ريال استثمارات الشركات في الأراضي بالربع الثالث .. والإجمالي يرتفع إلى 3.1 ملياراً خلال 9 أشهر

كشف رصد لصحيفة مال قيام 4 شركات مُدرجة بالسوق المالية السعودية بالاستثمار في الأراضي، بيعاً وشراءً، خلال الربع الثالث من العام الجاري، حيث بلغت قيمة استثمارات تلك الشركات نحو 1.41 مليار ريال، ليرتفع الإجمالي خلال تسعة أشهر إلى 3.12 ملياراً استحوذت “المراكز” والعقارية” على نحو 54.4% من إجمالي الفترة.

بحسب رصد “مال” تركزت أكثر صفقات الشركات المُدرجة للاستثمار بأراضي المملكة خلال الربع الثالث في عمليات البيع، حيث قامت شركتان بعمليات بيع للأراضي لأغراض استثمارية مختلفة، وصفقتان لاستئجار أراضي بغرض الاستثمار.

واستهلت “مراكز” الربع الثالث بأكبر صفقة استثمار في أرض لشركة مُدرجة بالسوق المالية السعودية خلال الربع الثالث والتسعة أشهر بالكامل من عام 2022، حيث أعلنت الشركة بتاريخ 21 يوليو الماضي عن شراء أرض بمساحة تقارب 300 ألف متر مربع والواقعة شمال مدينة الخبر بحي الكورنيش، وذلك من خلال توقيع اتفاقية استئجار واستثمار لمدة 30 سنة قابلة للتمديد بموافقة طرفي الاتفاقية بمتوسط قيمة إيجارية سنوية تبلغ قرابة 51.5 مليون ريال، وبإجمالي للصفقة تبلغ قيمته 969.78 مليون ريال، وذلك بغرض تطوير مول جوهرة الخبر ومرافق تجارية أخرى متعددة الاستخدامات.

وتوقعت “مراكز” أن يتراوح مبلغ تكلفة تطوير المشروع ما بين المليار ريال إلى 1.3 مليار ريال، حيث أنه من المُخطط أن يضيف المول ما بين 130 إلى 150 ألف متر مربع من المساحات التأجيرية، ومن المتوقع أيضاً استكمال أعمال تطوير المول وافتتاحه ما بين النصف الثاني من عام 2025 والنصف الأول من عام 2026، في حين توقعت الشركة أن تصل إيراداته السنوية ما بين 290 و330 مليون ريال بعد افتتاحه ووصوله لمستوى الاستقرار التشغيلي.

ثاني صفقات الربع الثالث من العام الجاري، كانت بتاريخ 10 أغسطس 2022، ومن نصيب “أسواق عبدالله العثيم”، حيث بلغت قيمة الصفقة 211.33 مليون ريال، وتتعلق ببيع أرض بيضاء مملوكة للشركة في المدينة المنورة بمساحة 105.66 ألف متر مربع تقريباً، وتم البيع مقابل 2000 ريال للمتر المربع الواحد، علماً بأن القيمة الدفترية للأصل محل الصفقة تبلغ 100.702 مليون ريال.

وأوضحت “أسواق عبدالله العثيم” أن الغرض من عملية البيع هو التركيز على نشاط الشركة الرئيسي والأنشطة المُكملة، موضحة بأن الأرباح الرأسمالية الناتجة من الصفقة تُقدر بحوالي 107.86 مليون ريال (بعد الزكاة)، مبينة أنه سيتم توزيع الفائض عن احتياج الشركة من هذه المتحصلات كأرباح نقدية على المساهمين.

بتاريخ 6 سبتمبر 2022، أعلنت “الوطنية للتعليم” عن ثالث صفقات الأراضي في الربع الثالث من العام الجاري، وبقيمة تُقدر بحوالي 49.10 مليون ريال، وقالت الشركة إن الصفقة عبارة عن عقد إيجار أرض في حي قرطبة بمدينة الرياض، موقع مع كلٍ من عبد اللطيف آل الشيخ وفهد المشرف، وذلك لاستثمار تلك الأرض في إنشاء وتشغيل مجمع مدارس التربية النموذجية.

وأشارت “الوطنية للتعليم” أن هذا الاستثمار ضمن استراتيجة الشركة في التوسع ونمو قاعدة الطلاب من خلال إنشاء مجمع تعليمي مكَمل لخدمات المدرسة الحالية للشركة بحي قرطبة والتي اقتربت من الوصول لطاقتها الاستيعابية وتخدم مراحل رياض الأطفال والأبتدائية فقط، مبينة أن العقد قيمته 1.6 مليون ريال سنوياً وبتصاعد 10% كل 5 سنوات، علماً بأن مدة العقد 27 عاماً  ابتداء من تاريخ صدور تراخيص الاستفادة من الأرض كمجمع تعليمي من قبل الجهات المعنية. وتتضمن مدة العقد فترة سماح لمدة عامين لايترتب عليها أي قيمة إيجارية.

العقدان الرابع والخامس في الربع الثالث من العام الجاري يخصان شركة “رتال”، حيث تم الإعلان عن العقد الأول بتاريخ 26 سبتمبر 2022 وبقيمة 67.44 مليون ريال، في ما تم الإعلان عن العقد الثاني بتاريخ 29 من ذات الشهر وبقيمة 112.50 مليون ريال، لتبلغ قيمة العقدين معاً قرابة 180 مليون ريال.

وقالت “رتال” إن العقدين يتعلقان ببيع حصة في أرض، الأول، لقطعة أرض في حي العزيزية بمدينة الخبر بمساحة 44.95 ألف متر مربعاً تقريباً، وتم بيع حصة الشركة التي تعادل 50% من الأرض، علماً بأن القيمة الدفترية للأصل محل الصفقة تبلغ 42.49 مليون ريال. أما العقد الثاني، فهو لقطعة أرض في حي العزيزية بمدينة الخبر بمساحة 250 ألف متر مربع، وتم بيع حصة الشركة التي تعادل 50% من الأرض، علماً بأن القيمة الدفترية للأصل محل الصفقة تبلغ 80.625 مليون ريال.

وأوضحت الشركة أن الأرض المُشار إليها في العقد الأول تم بيعها إلى أحد المساهمين في صندوق عقاري نوعي، حيث ستكون “رتال” هي المطور الرئيسي للصندوق مما سيترتب عليه أثر مالي إيجابي على نتائج الشركة من خلال أعمال التطوير والتسويق والبيع.أما الأرض في العقد الثاني، فتم بيعها بعد وجود عرض مناسب يتوافق مع استراتيجية الشركة، وسينعكس أيضاً بشكل إيجابي على نتائج الشركة، وسيتم استخدام المتحصلات من العقدين المذكورين في تمويل الأنشطة التوسعية للشركة.

كانت السوق المالية السعودية شهدت صفقات استثمارية للشركة المُدرجة في النصف الأول من العام الجاري بقيمة إجمالية بلغت 1.71 مليار ريال موزعة على الربعين الأول والثاني بواقع 852.84 مليون ريال في الربع الأول، ونحو 854.51 مليون ريال في الربع الثاني، مع ملاحظة أن حصيلة الربع الثالث هي الأعلى منذ بداية العام، لتصل بذلك الحصيلة الإجمالية للتسعة أشهر الأولى من عام 2022 إلى حوالي 3.12 ملياراً موزعة على 14 شركة فقط.

توزعت استثمارات الأراضي بالشراء أو بيع أو الاستئجار على الأشهر التسعة بشكل متباين، حيث استحوذ شهر يوليو الماضي على النصيب الأكبر من قيمة الصفقات بمبلغ إجمالي يُناهز 970 مليون ريال، تعود بالكامل لشركة “المراكز”، كما سبق وأشرنا.

وجاء شهر يناير في المرتبة الثانية من حيث القيم بنحو 786.78 مليون ريال، علماً بأن الشهر شهد تنفيذ 3 صفقات أكبرها من نصيب “العقارية” بقيمة تُقدر بحوالي 727.09 مليون ريال، وهو ثاني أكبر عقد يشهد السوق السعودي خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري.

أما شهر مارس، فشهد أقل قيمة استثمار وتجارة في الأراضي للشركة المُدرجة بالسوق السعودي، حيث بلغت قيمة الصفقة 15.87 مليون ريال وتعود لشركة “الناقول”، وهي عبارة عن شراء الشركة لأرض تقع في حي الملقا شمال مدينة الرياض، بمساحة 3.99 ألف متر مربع، وذلك بغرض استخدام الأرض في مشروع تطوير عقاري من خلال شركتها التابعة “دير العقارية”.

أهداف الشركات من الاستثمار في الأراضي، بيعاً وشراءً، تباينت من شركة إلى أخرى، فالشركة العقارية السعودية، على سبيل المثال لا الحصر، أفصحت عن نيتها من شراء الأرض بغرض تطوير بنيتها التحتية تمهيداً لبيعها بعد ذلك، بينما “سليمان الحبيب” أعلنت أنها استأجرت الأرض لاستثمارها عن طريق إنشاء وتشغيل وصيانة مستشفى عليها. أما “المركز الآلي” فقالت إنها تهدف من وراء عملية الشراء إلى إنشاء مصنع بغرض إعادة تصنيع قطع الغيار، في حين قالت “رتال” إن بيع الأراضي بغرض تمويل أنشطة الشركة التوسعية.

وهكذا، تتنوع الأهداف من الاستثمار في الأراضي، والتي ستظل من أهم الأصول التي تُعزز ميزانية أي شركة وتزيد من قيمتها المالية. وسواء كانت الأرض أصلاً متداولاً أو ثابتاً، وأياً كان الغرض من الشراء والبيع أو الاستثمار فيها، فمن المؤكد أن المنافع التي تعود على الشركة من اقتناء قطعة أرض أو أكثر ستكون كبيرة سواء في الآجال القصيرة أو المتوسطة أو الطويلة، شريطة التعامل مع الأصل بشكل أمثل يُحقق للشركة أكبر استفادة ممكنة منه.