الأحد, 19 مايو 2024

الطاقة المتجددة بالشرق الاوسط: فرص لقيادة العالم .. والسعودية لديها ميزة تنافسية في إنتاج الهيدروجين الأخضر

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في عدة سنوات، في تحول خيالي لم يكن من الممكن توقعه، مدعومًا إلى حد كبير بالطلب القوي بعد وباء كوفيد، والتقليص المفاجئ من قبل مجموعة “أوبك +” والاضطراب الناجم عن الحرب الروسية في أوكرانيا.

مكاسب غير متوقعة:
وفقًا لتقرير حديث بموقع “أويل برايس” فأن المكاسب غير المتوقعة من البترودولار شكلت دفعة قوية لاقتصادات الخليج التي تعرضت للضرر في السابق، مما سمح لبعض دول الخليج العربية بسداد الديون والبعض الآخر لتنويع اقتصاداتها المعتمدة على النفط بطرق كبيرة جدًا.

جميع دول الخليج العربية الست في طريقها لتحقيق فوائض في الميزانية، والعديد منها لأول مرة منذ عقد من الزمن بفضل أسعار النفط المرتفعة و سنوات من الإصلاحات المالية.
أوقات طيبة:
ولكن لن يستمتع عمالقة النفط العرب وحدهم بالأوقات الجيدة. في أحدث توقعاته، توقع البنك الدولي أن تنمو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها في عام 2023 بنسبة 3.5٪ ، أي أكثر من ضعف متوسط معدل النمو العالمي البالغ 1.7٪ بفضل ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة النفط بشكل أساسي. أيضًا من المتوقع أن يستقر النمو في دول مجلس التعاون الخليجي عند 3.7٪ هذا العام بعد أن توسع بنسبة 6.9٪ في عام 2022.

اقرأ المزيد

التنويع والاستدامة:
على الرغم من أن الهيدروكربونات تظل العمود الفقري لاقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن واقع تغير المناخ وكذلك التقلبات الشديدة في أسعار النفط أجبرت دول الخليج على إعادة تصنيف وتنويع اقتصاداتها بعيدًا عن النفط – حيث تقود المملكة العربية السعودية هذا التوجه.

وعلى الرغم من أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قال مؤخرًا في حديثه لوكالة بلومبيرج أن السعودية تعتزم ضخ آخر قطرة نفط بها فقد صنعت المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر الشركات النظيفة طموحًا.
مخططات الطاقة: وبحسب الرؤية الاقتصادية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فقد حددت السعودية هدفًا لتطوير ما يقرب من 60 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد.

حاليا ، أحرزت المملكة العربية السعودية تقدمًا محدودًا فقط في تنفيذ مصادر الطاقة المتجددة مع تشغيل 520 ميجاوات فقط من الطاقة الشمسية على نطاق المرافق بينما 400 ميجاوات من طاقة الرياح قيد الإنشاء.

الطاقة المتجددة:
تعد المملكة العربية السعودية، بمساحاتها الكبيرة التي تتعرض لأشعة الشمس ونسيم البحر الأحمر الثابت، مكانًا رئيسيًا لتوليد الطاقة المتجددة. في العام الماضي، تسببت شركة النفط الوطنية السعودية أرامكو السعودية في حدوث صدمة في أسواق الغاز الطبيعي بعد أن أعلنت أنها بدأت أكبر مشروع للغاز الصخري خارج الولايات المتحدة.

الطاقة النظيفة:
قالت أرامكو إنها تخطط لإنفاق 110 مليارات دولار على مدى العامين المقبلين لتطوير حقل غاز الجافورة، الذي يقدر أنه يحتوي على 200 تريليون قدم مكعب من الغاز. تأمل الشركة المملوكة للدولة في بدء إنتاج الغاز الطبيعي من الجافورة في عام 2024 والوصول إلى 2.2 مليار قدم مكعب في اليوم من غاز المبيعات بحلول عام 2036 مع 425 مليون قدم مكعب يوميًا من الإيثان. قبل عامين ، أعلنت أرامكو أنه بدلاً من تبريد كل هذا الغاز وتصديره على أنه غاز طبيعي مسال، فإنها ستحوله إلى وقود أنظف كثيرًا: الهيدروجين الأزرق.

من جانبها أبلغت أرامكو المستثمرين أنها تخلت عن خططها الفورية لتطوير قطاع الغاز الطبيعي المسال لصالح الهيدروجين. وقال الرئيس التنفيذي إن الخطة الفورية للمملكة هي إنتاج ما يكفي من الغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي لوقف حرق النفط في محطات توليد الكهرباء وتحويل الباقي إلى هيدروجين. يتكون الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي إما عن طريق إصلاح الميثان بالبخار أو الإصلاح الحراري التلقائي مع التقاط ثاني أكسيد الكربون المتولد ثم تخزينه. عندما يتم التقاط غازات الدفيئة، فإن هذا يخفف من الآثار البيئية على الكوكب.

في العام الماضي، قامت أرامكو بأول شحنة من الأمونيا الزرقاء في العالم – من المملكة العربية السعودية إلى اليابان. اليابان – الدولة التي تجعلها تضاريسها الجبلية ونشاطها الزلزالي الشديد غير مناسبة لتطوير الطاقة المتجددة المستدامة – تبحث عن موردين موثوقين لوقود الهيدروجين مع المملكة العربية السعودية وأستراليا في قائمتها المختصرة.

خطط ومشاريع:
تقوم الحكومة السعودية أيضًا ببناء محطة هيدروجين خضراء بقيمة 5 مليارات دولار ستعمل على تشغيل مدينة نيوم الضخمة المخطط لها عند افتتاحها في عام 2025. سيستخدم مصنع الهيدروجين، الذي يطلق عليه اسم “هيليوس جرين فيولز”، الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد 4 وات من الطاقة النظيفة التي سيتم استخدامها لإنتاج الهيدروجين الأخضر. ونبه التقرير إلي أن شركة هيليوس يمكن أن تنتج قريبًا هيدروجينًا أخضر أرخص من النفط.

ميزة تنافسية:
تقدر “بلومبيرج نيو إنيرجي فاينانس” وهي شركة بحثية مهتمة بمجال الطاقة أن تكاليف شركة هيليوس يمكن أن تصل إلى 1.50 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030، وهي أرخص بكثير من متوسط تكلفة الهيدروجين الأخضر عند 5 دولارات للكيلوغرام وحتى أرخص من الهيدروجين الرمادي المصنوع من تكسير الغاز الطبيعي. حيث تتمتع المملكة العربية السعودية بميزة تنافسية جادة في تجارة الهيدروجين الأخضر بفضل أشعة الشمس الدائمة والرياح والمساحات الشاسعة من الأراضي غير المستخدمة.

من جانبها، قالت ألمانيا إنها بحاجة إلى كميات “كبيرة للغاية” من الهيدروجين الأخضر، وتأمل أن تصبح المملكة العربية السعودية موردًا رئيسيًا.

ذات صلة

المزيد