مبادرة مستقبل الاستثمار .. اهتمام دولي وحضور رفيع .. كيف قرأت وسائل الاعلام الدولية انطلاق المؤتمر غدا؟

اكدت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير حديث لها أن التنفيذيين الأمريكيين يتدفقون على مبادرة مستقبل الاستثمار FII في السعودية التي تنطلق فعالياتها غدا صباحا ولمدة 3 ايام، مشيرة إلى أن بعض كبار قادة الأعمال الأمريكيين يتوجهون إلى مؤتمر الأعمال السعودي. الا ان مسؤولي إدارة بايدن، الغاضبون من موقف المملكة بشأن إنتاج النفط والعلاقات مع روسيا، يمتنعون عن المشاركة.

ومضت وسائل اعلام بريطانية في ذات الاتجاه حيث اشارت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الى اهتمام قادة الأعمال الأمريكيين ورؤساء المصارف بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار.
وقالت انه من المتوقع مشاركة جيمي ديمون الرئيس التنفيذي, جي بي مورغان تشيس بنك، وستيفن شوارزمان رجل الأعمال والمستثمر الأمريكي. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، وديفيد سولومون، الرئيس التنفيذي لبنك غولدمان ساكس، اضافة لمجموعة من المديرين التنفيذيين الغربيين.

اهتمام دولي:
وأضافت صحيفة المال البريطانية أنه في حين أن الكثير من اجزاء العالم يشعر بالقلق فيما يتعلق بخطر الركود، فإن المملكة العربية السعودية تستمتع بأول نمو نفطي لها منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث أدت حرب روسيا في أوكرانيا إلى ارتفاع تكاليف النفط الخام. ومن المتوقع أن يكون للمملكة واحدا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم هذا العام، حيث من المتوقع أن يزيد إنتاجها بنسبة تزيد عن 7%. من جانبه قال مسؤول حكومي في مؤسسة مالية أميركية: “في عالم تغلق فيه أسواق رأس المال وتتراجع أرباح البنوك الاستثمارية، فإن الخليج يستحق الاهتمام”.

وتأتي المكاسب الهائلة من ايرادات النفط في الوقت الذي تمضي فيه الرياض قدمًا بخطة جريئة لتطوير المملكة. معتبرة أن صندوق الاستثمارات العامة، واحدًا من العديد من وسائل التمويل الحكومية الأكثر نشاطًا في المنطقة، حيث يقتنص فرص الاستثمار الدولية ويلتزم بإنفاق 40 مليار دولار سنويًا داخل المملكة لأنه يشرف على سلسلة من المشاريع العملاقة.
واشارت الصحيفة إلى نشاط عمليات الطرح الأولي العام في السعودية بما في ذلك طرح ارامكو، وإصدار صندوق الاستثمارات العامة لسندات لأول مرة.

طموح بلا حدود:
ونبه مسؤول حكومي في صندوق ائتمان كبير مقره في أوروبا وفقًا للصحيفة إلى تنامي نشاط صندوق الاستثمارات العامة، والطموح الكبير للمسؤولين السعوديين، لافتا إلى ان ميزان القوى يتحول إلى الشرق الأوسط في الأسواق الخاصة.”
واشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من نفى المتحدث باسم البيت الأبيض تقريرًا بثته محطة إن بي سي الأمريكية بأن الإدارة الأمريكية سعت لثني المسؤولين التنفيذيين الأمريكيين عن حضور المؤتمر. وقول منظمو المناسبة إن المسؤولين الأمريكيين لم تتم دعوتهم. لكن جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، وستيفن منوشين، الذي كان وزير خزانة الرئيس الأمريكي السابق، ربما يحضران.

فيما اشارت شبكة فرانس 24 إلى أنه من المتوقع أن يصل المئات من الرؤساء التنفيذيين والمصرفيين إلى الرياض اعتبارًا من يوم الثلاثاء لحضور مؤتمر استثماري على غرار مؤتمر دافوس يقول المحللون إنه سيسلط الضوء على القوة الجيوسياسية للمملكة العربية السعودية.

ونقلت قناة فرانس 24 وهي قناة إعلامية حكومية فرنسية إخبارية تهدف إلى تقديم الأخبار من وجهة نظر غربية وفرنسية، عن كريستيان أولريشن الزميل لشؤون الشرق الأوسط في “معهد بيكر للسياسة العامة” بجامعة رايس، “إن مزيج الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة وارتفاع أسعار النفط قد أعطى المملكة العربية السعودية مستوى أكبر من النفوذ الجيوسياسي والاقتصادي هذا العام مقارنة بالفعاليات السابقة لمؤتمر الاستثمار الدولي الذي انطلقت نسخته الأولي في عام 2017”.

حضور رفيع:
من جانبه، قال ريتشارد آتياس الرئيس التنفيذي للمؤسسة غير الربحية المنظمة لـ “مبادرة مستقبل الاستثمار” لوكالة فرانس برس أنّه من المتوقع أن يشارك ما يصل إلى 400 من الرؤساء التنفيذيين للشركات الأميركية في نسخة العام الحالي.
وتجتذب المبادرة، عادة عمالقة “وول ستريت” ومسؤولين رفيعي المستوى من جميع أنحاء العالم.

لافتا إلى أنهم لا يدعون الكثير من السياسيين، لقناعته بأنه عندما يكون لديك قادة سياسيون على المنصة، فإن اهتمام وسائل الإعلام، يتم تحويله إلى الأجندة السياسية، وأنهم لا يرغبون في أن تصبح مبادرة مستقبل الاستثمار منصة سياسية”.
وقال أتياس في وقت سابق في مؤتمر صحافي إن “أكثر من 12 وزيرا للاقتصاد والمالية” سيحضرون نسخة العام الجاري.

وتُعد مبادرة مستقبل الاستثمار التي تعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضور ولي العهد الامير محمد بن سلمان، منصة دولية رائدة في مجال الاستثمار وملتقى سنوي يجمع المستثمرين والمبتكرين والقادة من جميع انحاء العالم الذين يتمتعون بالقدرة على تشكيل مستقبل الاستثمار العالمي. وتهدف المبادرة إلى استغلال الفرص الاستثمارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتمكين الابتكار وتفعيل التقنيات المتقدمة، بالإضافة إلى استكشاف ومعالجة التحديات العالمية.

وتواصل المبادرة بناء شبكة فعّالة تضم أهم الأطراف المؤثرة في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستعمل على رسم مشهد الاستثمار الدولي وتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود القليلة المقبلة.

ومبادرة مستقبل الاستثمار أثبتت منذ انطلاقها في 2017 أنها منصة أساسية لتشجيع التواصل العالمي بين المستثمرين والمبتكرين والحكومات، إضافة إلى قادة القطاعات الاقتصادية، والمبادرة برعاية صندوق الاستثمارات العامة، الذي يعد الذراع الرئيسية للاستثمارات التي تنفذها المملكة العربية السعودية وأحد أهم صناديق الثروة السيادية في العالم.